Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 80-84)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : خلصوا نجياً : أي اعتزلوا يناجي بعضهم بعضاً . أخذ عليكم موثقاً : أي عهداً وميثاقاً لتأتن به إلا أن يحاط بكم . ومن قبل ما فرطتم : أي ومن قبل إضاعتكم لبنْيامين فرضتم في يوسف كذلك . فلن أبرح الأرض : أي لن أفارق الأرض ، أي أرض مصر . وما كنا للغيب حافظين : أي لما غاب عنا ولم نعرفه حافظين . العير التي أقبلنا فيها : أي أصحاب القافلة التي جئنا معها وهم قوم كنعانيون . سولت لكم أنفسكم : أي زينت وحسنت لكم أمراً ففعلتموه . أن يأتيني بهم جميعا : أي بيوسف وأخويه بنيامين وروبيل . وتولى عنهم : أي معرضاً عن حديثهم . وقال يا أسفى : أي يا حزني أحضر هذا أوان حضورك . فهو كظيم : أي مغموم مكروب لا يظهر كربه . معنى الآيات : ما زال السياق في الحديث على قصة يوسف وإخوته ، إنه بعد أن أخذ يوسف أخاه بالسرقة ولم يقبل استرحامهم له بأخذ غيره بدلاً عنه انحازوا ناحية يفكرون في أمرهم وهو ما أخبر به تعالى عنه في قوله : { فَلَمَّا ٱسْتَيْأَسُواْ } أي يئسوا { خَلَصُواْ نَجِيّاً } أي اعتزلوا يتناجون في قضيتهم { قَالَ كَبِيرُهُمْ } وهو روبيل مخاطباً إياهم { أَلَمْ تَعْلَمُوۤاْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَّوْثِقاً } يذكرهم بالميثاق الذي أخذه يعقوب عليهم لما طلبوا منه أن يرسل معهم بنيامين لأن عزيز مصر طلبه . { وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ } أي وذكرهم بتفريطهم في يوسف يوم ألقوه في غيابة الجب وباعوه بعد خروجه من الجب . ومن هنا قال لهم ما أخبر تعالى به : { فَلَنْ أَبْرَحَ ٱلأَرْضَ } أي أرض مصر حتى يأذن لي أبي بالرجوع إليه { أَوْ يَحْكُمَ ٱللَّهُ لِي } بما هو خير { وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَاكِمِينَ } . ولما أقنعهم بتخلفه عنهم أخذ يرشدهم إلى ما يقولونه لوالدهم وهو ما أخبر تعالى به في قوله عنه : { ٱرْجِعُوۤاْ إِلَىٰ أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يٰأَبَانَا إِنَّ ٱبْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَآ إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا } أي حيث رأينا الصواع يستخرج من رحل أخينا { وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ } أي ولو كنا نعلم أن أخانا يحدث له هذا الذي حدث ما أخذناه معنا . كما أننا ما شهدنا بأن السارق يؤخذ بالسرقة إلا بما علمنا منك { وَسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ ٱلَّتِي كُنَّا فِيهَا } وهي عاصمة مصر { وَٱلْعِيْرَ ٱلَّتِيۤ أَقْبَلْنَا فِيهَا } إذ فيها كنعانيون من جيرانك { وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } في كل ما أخبرناك به . هذا ما أرشد به روبيل إخوته ، ولما ذهبوا به واجتمعوا بأبيهم وحدثوه بما علمهم روبيل أن يقولوه فقالوه لأبيهم . رد عليهم يعقوب عليه السلام بما أخبر تعالى به عنه في قوله : { قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً } أي زينت لكم أنفسكم أمراً ففعلتموه { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ } أي فصبري على ما أصابني صبر جميل لا جزع فيه ولا شكاية لأحد غير الله { عَسَى ٱللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً } أي يوسف وبنيامين وروبيل { إِنَّهُ هُوَ ٱلْعَلِيمُ } بفقري إليه وحاجتي عنده { ٱلْحَكِيمُ } في تدبيره لأوليائه وصالحي عباده { وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ } أي أعرض عن مخاطبتهم { وَقَالَ يَٰأَسَفَىٰ } أي يا أسفي وشدة حزني أحضر فهذا أوان حضورك { عَلَى يُوسُفَ } قال تعالى مخبراً عن حاله بعد ذلك { وَٱبْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ ٱلْحُزْنِ } فغلب بياضهما على سوادهما ومعنى هذا أنه فقد الإِبصار بما أصاب عينيه من البياض . { فَهُوَ كَظِيمٌ } أي ممتلىء من الهم والكرب والحزن مكظوم لا يبثه لأحد ولا يشكوه لغير ربه تعالى . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - مشروعية المناجاة للتشاور في الأمر الهام . 2 - مشروعية التذكير بالالتزامات والعهود والمحافظة على ذلك . 3 - قد يغلب الحياء على المؤمن فيمنعه من أمور هي خير له . 4 - مشروعية النصح وتزويد المنصوح له بما يقوله ويعمله . 5 - جواز اتهام البريء لملابسات أو تهمة سابقة . 6 - إظهار التأسف والحزن والشكوى لله تعالى .