Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 19-24)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : كمن هو أعمى : أي لا يرى الحق ولا يعلمه ولا يؤمن به . أولوا الألباب : أي أصحاب العقول . يصلون ما أمر الله به أن يوصل : أي من الإِيمان والتوحيد والأرحام . ويدرءون بالحسنة : أي يدفعون بالحلم الجهل ، وبالصبر الأذى . عقبى الدار : أي العاقبة المحمودة في الدار الآخرة . جنات عدن : أي جنات إقامة دائمة . معنى الآيات : لقد تضمنت هذه الآيات مقارنة ومفاضلة بين شخصيتين : الأولى شخصية مؤمن صالح كحمزة بن عبدالمطلب والثانية شخصية كافر فاسد كأبي جهل المخزومي وبين ما لهما من جزاء في الدار الآخرة ، مع ذكر صفات كل منهما ، تلك الصفات المقتضية لجزائهما في الدار الآخرة قال تعالى : { أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ ٱلْحَقُّ } فيؤمن به بعد العلم ويستقيم على منهجه في عقيدته وعبادته ومعاملاته وسلوكه كله . هذه الشخصية الأولى { كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ } لم يعلم الحق ولم يؤمن به ولم يعمل بما أنزل إلى الرسول من الشرع . والجواب قطعاً أنهما لا يستويان ولا يكونان في ميزان العدل والحق متساويين وقوله تعالى : { إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } أي يتعظ بمثل هذه المقارنة أصحاب العقول المدركة للحقائق ، والمفرقة بين المتضادّات كالحق والباطل والخير والشر والنافع والضار . وقوله تعالى : { ٱلَّذِينَ يُوفُونَ } هذا مشروع في بيان صفاتهم المقتضية إنعامهم وإكرامهم نذكر لهم ثماني صفات هي كالتالي : ( 1 ) الوفاء بالعهود وعدم نقضها : { ٱلَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ ٱللَّهِ وَلاَ يَنقُضُونَ ٱلْمِيثَاقَ } إذ لا دين لمن لا عهد له . ( 2 ) وصل ما أمر الله به أن يوصل من الإِيمان والإِسلام والإِحسان والأرحام : { وَٱلَّذِينَ يَصِلُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ } . ( 3 ) خشية الله المقتضية لطاعته : { وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ } . ( 4 ) الخوف من سوء الحساب يوم القيامة المقتضي لمحاسبة النفس على الصغيرة والكبيرة : { وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ } . ( 5 ) الصبر طلبا لمرضاة الله على الطاعات وعن المعاصي ، وعلى البلاء : { وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ٱبْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ } . ( 6 ) إقامة الصلاة وهي أداؤها في أوقاتها جماعة بكامل الشروط والأركان والسنن والآداب : { وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ } . ( 7 ) الانفاق مما رزقهم الله في الزكاة والصدقات الواجبة والمندوبة : { وَأَنْفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } . ( 8 ) دفع السيئة بالحسنة فيدرءون سيئة الجهل عليهم بحسنة الحلم ، وسيئة الأذى بحسنة الصبر . وقوله تعالى : { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ } اي العاقبة المحمودة وفسرها بقوله { جَنَّاتُ عَدْنٍ } أي إقامة لا ظعن منها يدخلونها هم { وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ } والصلاح هنا الإِيمان والعمل الصالح . وقوله : { وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِّن كُلِّ بَابٍ } هذا عند دخولهم الجنة تدخل عليهم الملائكة تهنئهم بسلامة الوصول وتحقيق المأمول وتسلم عليهم قائلة : { سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ } أي بسبب صبركم والإِيمان والطاعة { فَنِعْمَ عُقْبَىٰ ٱلدَّارِ } . هذه تهنئة الملائكة لهم وأعظم بها تهنئة وأبرك بها بركة اللهم اجعلني منهم ووالدي وأهل بيتي والمسلمين أجمعين . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - المؤمن حيّ يبصر ويعلم ويعمل والكافر ميت أعمى لا يعلم ولا يعمل . 2 - الاتعاظ بالمواعظ يحصل لذي عقل راجح سليم . 3 - فضل هذه الصفات الثمانية المذكورة في هذه الآيات . أولها الوفاء بعهد الله وآخرها درء السيئة بالحسنة . 4 - تفسير عقبى الدار وأنها الجنة . 5 - بيان أن الملائكة تهنئ أهل الجنة عند دخولهم وتسلم عليهم .