Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 33-35)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت : أي حافظها ورازقها وعالم بها وبما كسبت ويجازيها بعملها . قل سموهم : أي صِفُوهم له مَنْ هُم ؟ أم تنبونه بما لا يعلم : أي أتخبرونه بما لا يعلمه ؟ بظاهر من القول : أي بظن باطل لا حقيقة له في الواقع . أشق : أي أشد . واق : أي مانع يمنعهم من العذاب . مثل الجنة : أي صفتها التي نقصها عليك . أكلها دائم وظلها : أي ما يؤكل فيها دائم لا يفنى وظلها دائم لا ينسخ . معنى الآيات : ما زال السياق في تقرير التوحيد وإبطال التنديد بقوله تعالى : { أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } أي حافظها ورازقها وعالم بها وبما كسبت من خير وشر ومجازيها كمن لا يحفظ ولا يرزق ولا يعلم ولا يجزي وهو الأصنام ، إذاً فبطل تأليهها ولم يبق إلا الإِله الحق الله الذي لا إله إلا هو ولا رب سواه ، وقوله تعالى : { وَجَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ } أي يعبدونهم معه { قُلْ سَمُّوهُمْ } أي قل لهم يا رسولنا سموا لنا تلك الشركاء صفوهم بينوا من هم ؟ { أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي ٱلأَرْضِ } أي أتنبئون الله بما لا يعلم في الأرض ؟ { أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ ٱلْقَوْلِ } أي بل بظاهر من القول أي بظن باطل لا حقيقة له في الواقع . وقوله تعالى : { بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ } أي قولهم الكاذب وافتراؤهم الماكر فبذلك صدوا عن السبيل سبيل الحق وصرفوا عنه فلم يهتدوا إليه ، { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } وقوله تعالى : { لَّهُمْ عَذَابٌ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } بالقتل والأسر ، { وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَشَقُّ } أي أشد من عذاب الدنيا مهما كان { وَمَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٍ } أي وليس لهم من دون الله من يقيهم فيصرفه عنهم ويدفعه حتى لا يذوقوه ، وقوله تعالى : { مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ } أي لما ذكر عذاب الآخرة لأهل الكفر والفجور ذكر نعيم الآخرة لأهل الإِيمان والتقوى ، فقال : { مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ } أي صفة الجنة ووصفها بقوله : { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا } دائم كذلك فطعامها لا ينفذ ، وظلها لا يزول ولا ينسخ بشمس كظل الدنيا ، وقوله : { تِلْكَ } أي الجنة { عُقْبَىٰ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ } أي ربهم فآمنوا به وعبدوه ووحدوه وأطاعوه في أمره ونهيه ، { وَّعُقْبَى ٱلْكَافِرِينَ ٱلنَّارُ } والعقبى بمعنى العاقبة في الخير والشر . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - تقرير التوحيد إذ الأصنام لا تحفظ ولا ترزق ولا تحاسب ولا تجزي ، والله هو القائم على كل نفس فهو الإِله الحق وما عداه فآلهة باطلة لا حقيقة لها إلا مجرد أسماء . 2 - استمرار الكفار على كفرهم هو نتيجة تزيين الشيطان لهم ذلك فصدهم عن السبيل . 3 - ميزة القرآن الكريم في الجمع بين الوعد والوعيد إذ بهما تمكن هداية الناس .