Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 1-5)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : الۤر : هذا أحد الحروف المقطعة تكتب الۤر وتقرأ ألف لاَمْ رَا والتفويض فيها أسلم وهو قول الله أعلم بمراده بذلك . كتاب : أي هذا كتاب عظيم . أنزلناه إليك : يا محمد صلى الله عليه وسلم . من الظلمات : أي من ظلمات الكفر إلى نور الإِيمان . العزيز الحميد : أي المحمود بآلائه . عن سبيل الله : أي الإِسلام . عوجاً : أي معوجَّة . بآياتنا : أي المعجزات التسع : العصا ، اليد ، الطوفان ، الجراد ، القمل ، الضفادع ، الدم ، والطمس والسنين ونقص الثمرات . وذكرهم بأيام الله : أي ببلائه ونعمائه . معنى الآيات : قوله تعالى : { الۤر } الله أعلم بمراده وقوله : { كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ } أي هذا كتاب عظيم القدر أنزلناه إليك يا رسولنا لتخرج الناس من الظلمات أي من ظلمات الكفر والجهل إلى نور الإِيمان والعلم الشرعي ، وذلك { بِإِذْنِ رَبِّهِمْ } أي بتوفيقه ومعونته { إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ } أي إلى طريق العزيز الغالب الحميد أي المحمود بآلائه وافضلاته على عباده وسائر مخلوقاته { ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } خلقاً وملكاً وتصريفاً وتدبيراً ، هذا هو الله صاحب الصراط الموصل إلى الإِسعاد والإِكمال البشري ، والكافرون معرضون بل ويصدون عنه فويل لهم من عذاب شديد ، الكافرون { ٱلَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } أي يفضلون الحياة الدنيا فيعملون للدنيا ويتركون العمل للاخرة لعدم إيمانهم بها { وَيَصُدُّونَ } أنفسهم وغيرهم أيضاً { عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي الإِسلام { وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً } أي معوجة إنهم يريدون من الإِسلام أن يوافقهم في أهوائهم وما يشتهون حتى يقبلوه ويرضوا به دينا قال تعالى : { أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } إنهم بهذا السلوك المتمثل في إيثار الدنيا على الآخرة والصد عن الإِسلام ، ومحاولة تسخير الإِسلام لتحقيق أطماعهم وشهواتهم في ضلال بعيد لا يمكن لصاحبه أن يرجع منه إلى الهدى ، وقوله تعالى في الآية [ 4 ] من هذا السياق { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ } أي بلغتهم التي يتخاطبون بها ويتفاهمون لحكمة أن يبين لهم ، والله بعد ذلك يضل من يشاء إضلاله حسب سنته في الإِضلال ويهدي من يشاء كذلك { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } الغالب الذي لا يمانع في شيء أراده { ٱلْحَكِيمُ } الذي يضع كل شيء في موضعه فلذا هو لا يضل إلا من رغب في الإِضلال وتكلف له وأحبه وآثره ، وتنكر للهدى وحارب المهتدين والداعين إلى الهدى ، وليس من حكمته تعالى أن يضل من يطلب الهدى ويسعى إليه ويلتزم طريقه ويحبه ويحب أهله ، وقوله تعالى : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ } أي موسى نبي بني إسرائيل { بِآيَاتِنَآ } أي بحججنا وأدلتنا الدالة على رسالته والهادية إلى ما يدعو إليه وهي تسع آيات منها اليد والعصى { أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ } أي أخرج قومك من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد ، { وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ ٱللَّهِ } أي وقلنا له : ذكرهم بأيام الله وهي بلاؤه ونعمه إذ أنجاهم من عذاب آل فرعون وأنعم عليهم بمثل المن والسلوى ، وذلك ليحملهم على الشكر لله بطاعته وطاعة رسوله ، وقوله تعالى : { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } أي إن في ذلك التذكير بالبلاء والنعماء لدلالات يستدل بها على إفضال الله وإنعامه الموجب للشكر ، ولكن الذين يجدون تلك الدلالات في التذكير هم أهل الصبر والشكر بل هم الكثيروا الصبر والشكر ، وأما غيرهم فلا يرى في ذلك دلالة ولا علامة . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - إقامة الحجة على المكذبين بالقرآن الكريم ، إذ هو مؤلف من الحروف المقطعة مثل الۤر وطسۤمۤ والۤـمۤ وحـمۤ ، ولم يستطيعوا أن يأتوا بمثله بل بسورة مثله . 2 - بيان أن الكفر ظلام ، والإِيمان نور . 3 - بيان الحكمة في إرسال الله تعالى الرسل بلغات أقوامهم . 4 - تقرير أن الذي يخلق الهداية هو الله وأما العبد فليس له أكثر من الكسب . 5 - فضيلة التذكير بالخير والشر ليشكر الله ويتقى . 6 - فضيلة الصبر والشكر .