Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 45-56)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : إن المتقين : أي الذين خافوا ربهم فعبدوه وحده بما شرع لهم من العبادات . ونزعنا ما في صدروهم من غل : أي حقد وحسد وعداوة وبغضاء . على سرر متقابلين : أي ينظر بعضهم إلى بعض ما داموا جالسين وإذا انصرفوا دارت بهم الأسرة فلا ينظر بعضهم إلى قفا بعض . لا يمسهم فيها نصب : أي تعب . العذاب الأليم : أي الموجع شديد الإيجاع . ضيف إبراهيم : هم ملائكة نزلوا عليه وهم في طريقهم إلى قوم لوط لإِهلاكهم كان من بينهم جبريل وكانوا في صورة شباب من الناس . إنا منكم وجلون : اي خائفون وذلك لمَّا رفضوا أن يأكلوا . بغلام عليم : أي بولد ذي علم كثير هو إسحاق عليه السلام . فيم تبشرون : أي تَعَجَّبَ من بشارتهم مع كبره بولد . من القانطين : أي الآيسين . معنى الآيات : لما ذكر تعالى جزاء اتباع إبليس الغاوين ، ناسب ذكر جزاء عباد الرحمن أهل التقوى والإيمان فقال تعالى مخبراً عما أعد لهم من نعيم مقيم : { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ } أي الله بترك الشرك والمعاصي { فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } يقال لهم { ٱدْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ } أي حال كونكم مصحوبين بالسلام آمنين من الخوف والفزع . وقوله { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ } أي لم يُبقِ الله تعالى في صدور أهل الجنة ما ينغصُ نعيمها ، أو يكدر صفوها كحقدٍ أو حسدٍ أو عداوة أو شحناء . وقوله : { إِخْوَٰناً عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَـٰبِلِينَ } لما طهر صدورهم مما من شأنه أن ينغص أو يكدر ، أصبحوا في المحبة لبعضهم بعضاً أخوانا يضمهم مجلسٌ واحد يجلسون فيه على سررٍ متقابلين وجهاً لوجه ، وإذا أرادوا الإِنصراف إلى قصورهم تدور بهم الأسرة فلا ينظر أحدهم إلى قفا أخيه . وقوله تعالى : { لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ } فيه الإِخبار بنعيمين : نعيم الراحة الأبدية إذ لا نصب ولا تعب في الجنة ونعيم البقاء والخلد فيها إذ لا يخرجون منها أبداً ، وفي هذا تقرير لمُعْتَقَدِ البعث والجزاء بأبلغ عبارةٍ وأوضحها . وقوله تعالى : { نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } أي خبر يا رسولنا عبادنا المؤمنين الموحدين أن ربهم غفور لهم إن عصوه وتابوا من معصيتهم . رحيم بهم فلا يعذبهم . { وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلأَلِيمُ } ونبئهم أيضاً أن عذابي هو العذاب الأليم فليحذروا معصيتي بالشرك بي ، أو مخالفة أوامري وغشيان محارمي . وقوله تعالى : { وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاماً } أي سلموا عليه فرد عليهم السلام وقدم لهم قِرَى الضيف وكان عجلاً حنيذا ، كما تقدم في هود وعرض عليهم الأكل فامتنعوا وهنا قال : { إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ } أي خائفون ، وكانوا جبريل وميكائيل وإسرافيل في صورة لشباب حسان . فلما أخبرهم بخوفه منهم ، لأن العادة أن النازل على الإِنسان إذا لم يأكل طعامه دل ذلك على أنه يريد به سوءً . { قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ } أي لا تخف ، { إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ } أي بولدٍ ذي علم كثير . فرد إبراهيم قائلاً بما أخبر تعالى عنه بقوله : { قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ ٱلْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ } أي هذه البشارة بالولد على كبر سني أو عجيب ، فلما تعجب من البشارة وظهرت عليه علامات الشك والتردد في صحة الخبر قالوا له : { بَشَّرْنَاكَ بِٱلْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ ٱلْقَانِطِينَ } أي الآيسين . وهنا ورد عليهم قائلاً نافياً القنوط عنه لأن القنوط حرام . { وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ ٱلضَّآلُّونَ } أي الكافرون بقدرة الله ورحمته لجهلهم بربهم وصفاته المتجلية في رحمته لهم وإنعامه عليهم . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - تقرير نعيم الجنة ، وأن نعيمها جسماني روحاني معاً دائم أبداً . 2 - صفاء نعيم الجنة من كل ما ينغصه أو يكدره . 3 - وعد الله بالمغفرة لمن تاب من أهل الإيمان والتقوى من موحدّيه . 4 - وعيده لأهل معاصيه إذا لم يتوبوا إليه قبل موتهم . 5 - مشروعية الضيافة وأنها من خلال البر والكرم . 6 - حرمة القنوط واليأس من رحمة الله تعالى .