Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 63-66)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : تالله : أي والله . أرسلنا إلى أمم من قبلك : أي رسلاً . فزين لهم الشيطان أعمالهم : فكذبوا لذلك الرسل . فهو وليهم اليوم : أي الشيطان هو وليهم أي في الدنيا . إن في ذلك لآية : أي دلالة واضحة على صحة عقيدة البعث الآخر . لآية لقومٍ يسمعون : أي سماع تدبر وتفهم . لعبرةً : أي دلالة قوية يعبر بها من الجهل إلى العلم لأن العبرة من العبور . من بين فرثٍ : أي ثَفَل الكِرْش ، أي الروث الموجود في الكرش . لبناً خالصاً : أي ليس فيه شيء من الفرث ولا الدم ، لا لونه ولا رائحته ولا طعمه . معنى الآيات : يقسم الله تعالى بنفسه لرسوله فيقول بالله يا رسولنا { لَقَدْ أَرْسَلْنَآ } رسلاً { إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ } كانوا مشركين كافرين كأمتك { فَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ } فقاوموا رسلنا وحاربوهم وأصروا على الشرك والكفر فتولاهم الشيطان ، لذلك { فَهُوَ وَلِيُّهُمُ ٱلْيَوْمَ } أي في الدنيا { وَلَهُمْ } في الآخرة { عَذَابٌ أَلِيمٌ } ، والسياق الكريم في تسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذا قال تعالى في الآية الثانية : { وَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ } أي لإِرهاقك وتعذيبك ولكن لأجل أن تبين للناس الذي اختلفوا فيه من التوحيد والشرك والهدى والضلال . كما أنزلنا الكتاب هدىً يهتدى به المؤمنون إلى سبل سعادتهم ونجاحهم ، ورحمةً تحصل لهم بالعمل به عقيدةً وعبادةً وخلقاً وأدباً وحكماً ، فيعيشون متراحمين تسودهم الأخوة والمحبة وتغشاهم الرحمة والسلام . بعد هذه التسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عاد السياق إلى الدعوة إلى التوحيد وعقيدة البعث والجزاء بعد تقرير النبوة المحمدية بقوله تعالى : { تَٱللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَآ } الآية فقال تعالى : { وَٱللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ ٱلْسَّمَآءِ مَآءً فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ } الماء هو ماء المطر وحياة الارض بالنبات والزرع بعدما كانت ميتة لا نبات فيها وقوله { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } المذكور من إنزال الماء من السماء وإحياء الأرض بعد موتها { لآيَةً } واضحة الدلالة قاطعة على وجوده تعالى وقدرته ، وعلمه ورحمته كما هو آية على البعث بعد الموت من باب أولى . وقوله تعالى : { وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ لَعِبْرَةً } أي حالاً تعبرون بها من الجهل إلى العلم … من الجهل بقدرة الله ورحمته ووجوب عبادته بذكره وشكره إلى العلم بذلك والمعرفة به فتؤمنوا وتوحدوا وتطيعوا … وبين وجه العبرة العظيمة فقال : { نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهِ } أي بطون المذكور من الأنعام { مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ } فسبحان ذي القدرة العجيبة والعلم الواسع والحكمة التي لا يقادر قدرها … اللبن يقع بين الفرث والدم ، فينتقل الدم إلى الكبد فتوزعه على العروق لبقاء حياة الحيوان ، واللبن يساق إلى الضرع ، والفرث يبقى أسفل الكرش ، ويخرج اللبن خالصاً من شائبة الدم وشائبة الفرث فلا يرى ذلك في لون اللبن ولا يشم في رائحته ولا يوجد في طعمه بدليل أنه سائغ للشاربين ، فلا يغص به شارب ولا يشرق به ، حقاً ! أانها عبرة من أجل العبر تنقل صاحبها إلى نور العلم والمعرفة بالله في جلاله وكماله ، فتورثه محبة الله وتدفعه إلى طاعته والتقرب إليه . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - بيان أن الله يقسم بنفسه وبما شاء من خلقه . 2 - بيان أن الله أرسل رسلاً إلى أمم سبقت وأن الشيطان زين لها أعمالها فخذلها . 3 - تقرير النبوة وتسلية رسول الله صلى الله عليه وسلم من جراء ما يلقاه من المشركين . 4 - بيان مهمة رسول الله وأنها بيان ما أنزل الله تعالى لعباده من وحيه في كتابه . 5 - بيان كون القرآن الكريم هدىً ورحمة للمؤمنين الذين يعملون به . 6 - دليل البعث والحياة الثانية إحياء الأرض بعد موتها فالقادر على إحياء الأرض بعد موتها قادر على إحياء الأموات بعد فنائهم وبلاهم .