Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 100-104)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : خزائن رحمة ربي : أي من المطر والأرزاق . لأمسكتم : أي منعتم الانفاق . خشية الإِنفاق : خوف النفاد . قتوراً : أي كثير الاقتار أي البخل والمنع للمال . تسع آيات بينات : أي معجزات بينات أي واضحات وهو اليد والعصا والطمس إلخ . مسحوراً : أي مغلوياً على عقلك ، مخدوعاً . ما أنزل هؤلاء : أي الآيات التسع . مثبوراً : هالكاً بانصرافك عن الحق والخير . فأراد أن يستفزهم : أي يستخفهم ويخرجهم من ديار مصر . اسكنوا الأرض : أي أرض القدس والشام . الآخرة : أي الساعة . لفيفاً : أي مختلطين من أحياء وقبائل شتى . معنى الآيات : يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم ، قل يا محمد لأولئك الذين يطالبون بتحويل جبل الصفا إلى ذهب ، وتحويل المنطقة حول مكة إلى بساتين من نخيل وأعناب تجري الأنهار من خلالها ، قل لهم ، لو كنتم أنتم تملكون الخزائن رحمة ربي من الأموال والأرزاق لأمسكتم بخلابها ولم تنفقوها خوفاً من نفاذها إذ هذا طبعكم ، وهو البخل ، { وَكَانَ ٱلإنْسَانُ } قبل هدايته وإيمانه { قَتُوراً } أي كثير التقتير بخلاً وشحاً نفسياً ملازماً له حتى يعالج هذا الشح بما وضع الله تعالى من دواء نافع جاء بيانه في سورة المعارج من هذا الكتاب الكريم . وقوله تعالى : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } أي ، ولقد أعطينا موسى بن عمران نبي بني إسرائيل تسع آيات وهي : اليد ، والعصا والدم ، وانفلاق البحر ، والطمس على أموال آل فرعون ، والطوفان والجراد والقمل والضفادع ، فهل آمن عليها آل فرعون ؟ ! لا ، إذاً ، فلو أعطيناك ما طالب به قومك المشركون من الآيات الست التي اقترحوها وتقدمت في هذه السياق الكريم مبينة ، ما كانوا ليؤمنوا بها ، ومن هنا فلا فائدة من إعطائك إياها . وقوله تعالى : { فَسْئَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ } أي سل يا نبينا علماء بني إسرائيل كعبد الله بن سلام وغيره ، إذ جاءهم موسى بطالب فرعون بإرسالهم معه ليخرج بهم إلى بلاد القدس ، وأرى فرعون الآيات الدالة على صدق نبوته ورسالته وأحقية ما يطالب به فقال له فرعون : { إِنِّي لأَظُنُّكَ يٰمُوسَىٰ مَسْحُوراً } أي ساحراً لإِظهارك ما أظهرت من هذه الخوارق ، ومسحوراً بمعنى مخدوعاً مغلوباً على عقلك فتقول الذي تقول مما لا يقوله العقلاء فرد عليه موسى بقوله بما أخبر تعالى به في قوله { لَقَدْ عَلِمْتَ } أي فرعون ما أنزل هؤلاء الآيات البينات إلا رب السماوات أي خالقها ومالكها والمدبر لها { بَصَآئِرَ } أي آيات واضحات مضيئات هاديات لمن طلب الهداية ، فعميت عنها وأنت تعلم صدقها { وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يٰفِرْعَونُ مَثْبُوراً } ! أي من أجل هذا أظنك يا فرعون ملعوناً ، من رحمة الله مبعداً مثبوراً هالكاً . فلما أعيته أي فرعون الحجج والبينات لجأ إلى القوة ، { فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ ٱلأَرْضِ } أي يستخفهم من أرض مصر بالقتل الجماعي استئصالاً لهم ، أو بالنفي والطرد والتشريد ، فعامله الرب تعالى بنقيض ، قصده فأغرقه الله تعالى هو وجنوده أجمعين ، وهو معنى قوله تعالى : { فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ } أي من الجنود { جَمِيعاً } وقوله تعالى : { وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ } أي من بعد هلاك فرعون وجنوده لبني إسرائيل على لسان موسى عليه السلام { ٱسْكُنُواْ ٱلأَرْضَ } أي أرض القدس والشام إلى نهاية آجالكم بالموت . { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ } أي يوم القيامة بعثناكم أحياء كغيركم ، { جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً } أي مختلطين من أحياء وقبائل وأجناس شتى لا ميزة لأحد على آخر ، حفاة عراة لفصل القضاء ثم الحساب والجزاء . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - الشح من طبع الإِنسان إلا أن يعالجه بالإِيمان والتقوى فيقيه الله منه . 2 - الآيات وحدها لا تكفي لهداية الإِنسان بل لا بد من توفيق إلهي . 3 - مظاهر قدرة الله تعالى وانتصاره لأوليائه وكبت أعدائه . 4 - بيان كيفية حشر الناس يوم القيامة لفيفاً أخلاطاً من قبائل وأجناس شتى .