Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 13-16)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : نبأهم بالحق : أي خبرهم العجيب بالصدق واليقين . وزنادهم هدى : أي إيماناً وبصيرة في دينهم ومعرفة ربهم حتى صبروا على الهجرة . وربطنا على قلوبهم : أي شددنا عليها فقويت عزائمهم حتى قالوا كلمة الحق عند سلطان جائر . لن ندعوا من دونه إلها : لن نعبد من دونه إلهاً آخر . لولا يأتون عليهم بسلطان : أي هلا يأتون بحجة قوية تثبت صحة عبادتهم . على الله كذباً : أي باتخاذ آلهة من دونه تعالى يدعوها ويعبدها . فأووا إلى الكهف : أي انزلوا في الكهف تستترون به على أعين أعدائكم المشركين . ينشر لكم ربكم من رحمته : أي يبسط من رحمته عليكم بنجاتكم مما فررتم منه . ويهيء لكم من أمركم : وييسر لكم من أمركم الذي أنتم فيه من الغم والكرب . مرفقا : أي ما ترتفقون به وتنتفعون من طعام وشراب وإواء . معنى الآيات : بعد أن ذكر تعالى موجز قصة أصحاب الكهف أخذ في تفصيلها { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نبَأَهُم بِٱلْحَقِّ } أي نحن رب العزة والجلال نقص عليك أيها الرسول خبر أصحاب الكهف بالحق الثابت الذي لا شك فيه { إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ } ، جمع فتى { آمَنُواْ بِرَبِّهِمْ } أي صدقوا بوجوده ووجوب عبادته وتوحيده فيها وقوله { وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } أي هداية إلى معرفة الحق من محاب الله تعالى ومكارهه . وقوله تعالى : { وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } أي قوّينا عزائمهم بما شددنا على قلوبهم حتى قاموا وقالوا على رؤوس الملأ وأمام ملك كافر { رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي ليس لنا رب سواه ، لن ندعو من دونه إلهاً مهما كان شأنه ، إذ لو اعترفنا بعبادة غيره لكنا قد قلنا إذاً شططاً من القول وهو الكذب والغلو فيه وقوله تعالى : { هَـٰؤُلاۤءِ قَوْمُنَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً } يخبر تعالى عن قيل الفتية لما ربط الله على قلوبهم إذ قاموا في وجه المشركين الظلمة وقالوا : { هَـٰؤُلاۤءِ قَوْمُنَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ } أي هلا يأتون عليهم بسلطان بيّن أي بحجة واضحة تثبت عبادة هؤلاء الأصنام من دون الله ؟ ومن أين ذلك والحال أنه لا إله إلا الله ؟ ! وقوله تعالى : { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ } ينفي الله عز وجل أن يكون هناك أظلم ممن افترى على الله كذباً باتخاذ آلهة يعبدها معه باسم التوسل بها وشعار التشفع والتقرب إلى الله زلفى بواسطتها ! ! وقوله تعالى عن قيل أصحاب الكهف لبعضهم : { وَإِذِ ٱعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱللَّهَ } من الأصنام والأوثان { فَأْوُوا إِلَى ٱلْكَهْفِ } أي فصيروا إلى غار الكهف المسمى " بنجلوس " { يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ } أي يبسط لكم من رحمته بتيسيره لكم المخرج من الأمر الذي رميتم به من الكافر " دقينوس " { وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِّنْ أَمْرِكُمْ مِّرْفَقاً } أي ما ترتفقون به من طعام وشراب وأمن في مأواكم الجديد الذي أويتم إليه فراراً بدينكم واستخفائكم من طالبكم المتعقب لكم ليفتنكم في دينكم أو يقتلكم . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - تقرير النبوة المحمدية بذكر قصة أصحاب الكهف . 2 - تقرير زيادة الإِيمان ونقصانه . 3 - فضيلة الجرأة في الحق والتصريح به ولو أدى إلى القتل أو الضرب أو السجن . 4 - تقرير التوحيد وأنه لا إله إلا الله على لسان أصحاب الكهف . 5 - بطلان عبادة غير الله لعدم وجود دليل عقلي أو نقلي عليها . 6 - الشرك ظلم وكذب والمشرك ظالم مفتر كاذب . 7 - تقرير فرض الهجرة في سبيل الله . 8 - فضيلة الالتجاء إلى الله تعالى وطلب حمايته لعبده وكفاية الله من لجأ إليه في صدق .