Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 32-38)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : واضرب لهم مثلاً : أي اجعل لهم مثلاً هو رجلين … الخ . جنتين : أي بستانين . وحففناهما بنخل : أي أحطناهما بنخل . آتت أكلها : أي أعطت ثمارها وهو ما يؤكل . ولم تظلم منهم شيئاً : أي وَلَمْ تنقص منه شيئاً بل أتت به كاملاً ووافياً . خلالهما نهراً : أي خلال الأشجار والنخيل نهراً جارياً . وهو يحاوره : أي يحادثه ويتكلم معه . وأعز نفراً : أي عشيرة ورهطاً . تبيد : أي تفنى وتذهب . خيراً منها منقلباً : أي مرجعاً في الآخرة . أكفرت بالذي خلقك من تراب ؟ ! : الاستفهام للتوبيخ والخلق من تراب باعتبار الأصل هو آدم . من نطفة : أي مني . ثم سواك : أي عدلك وصيرك رجلاً . لكنا : أي لكن أنا ، حذفت الألف وأدغمت النون في النون فصارت لكنا . هو الله ربي : أي أنا أقول الله ربي . معنى الآيات : يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم واضرب لأولئك المشركين المتكبرين الذين اقترحوا عليك أن تطرد الفقراء المؤمنين من حولك حتى يجلسوا إليك ويسمعوا منك { وَٱضْرِبْ لهُمْ } أي اجعل لهم مثلاً : { رَّجُلَيْنِ } مؤمناً وكافراً { جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا } وهو الكافر { جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ } أي أحطناهما بنخل ، { وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا } أي بين الكروم والنخيل { زَرْعاً } { كِلْتَا ٱلْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئاً } أي لم تنقص منه شيئاً { وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً } ليسقيهما . { وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ } أي في الكلام يراجعه ، ويُفاخره : { أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً } أي عشيرة ورهطاً ، قال هذا فخراً وتعاظماً . { وَدَخَلَ جَنَّتَهُ } والحال أنه { ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ } بالكفر والكبر وقال : { مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ } يشير إلى جنته { أَبَداً } أي لا تفنى . { وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي } كما تقول أنت { لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا } أي من جنتي { مُنْقَلَباً } أي مرجعاً إن قامت الساعة وبعث الناس وبعثت معهم . هذا القول من هذا الرجل هو ما يسمى بالغرور النفسي الذي يصاب به أهل الشرك والكبر . وهنا قال له صاحبه المسلم { وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ } وهو الله عز وجل حيث خلق أباك آدم من { تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ } أي ثم خلقك أنت من نطفة أي من مني { ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً } وهذا توبيخ من المؤمن للكافر المغرور ثم قال له : { لَّٰكِنَّاْ هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي } أي لكن أنا أقول هو الله ربي ، { وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً } من خلقه في عبادته . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - استحسان ضرب الأمثال للوصول بالمعاني الخفية إلى الأذهان . 2 - بيان صورة مثالية لغرس بساتين النخل والكروم . 3 - تقرير عقيدة التوحيد والبعث والجزاء . 4 - التنديد بالكبر والغرور حيث يفضيان بصاحبهما إلى الشرك والكفر .