Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 50-53)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : اسجدوا لآدم : أي حيّوه بالسجود كما أمرتكم طاعة لي . إلا إبليس : أي الشيطان أبى السجود ورفضه وهو معنى { فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ } أي خرج عن طاعته ، ولم يكن من الملائكة ، بل كان من الجن ، لذا أمكنه أن يعصي ربه ! أفتتخذونه وذريته أولياء ؟ : الاستفهام للاستنكار ، ينكر تعالى على بني آدم اتخاذ الشيطان وأولاده أولياء يطاعون ويوالون بالمحبة والمناصرة ، وهم لهم عدو ، عجباً لحال بني آدم كيف يفعلون ذلك ! ؟ . بئس للظالمين بدلاً : قبح بدلاً طاعة إبليس وذريته عن طاعة الله ورسوله . المضلين عضداً : أي ما كنت متخذ الشياطين من الإنس والجن أعواناً في الخلق والتدبير ، فكيف تطيعونهم وتعصونني . موبقاً : أي وادياً من أودية جهنم يهلكون فيه جميعاً هذا إذا دخلوا النار ، أما ما قبلها فالموبق ، حاجز بين المشركين ، وما كانوا يعبدون بدليل قوله : { وَرَأَى ٱلْمُجْرِمُونَ ٱلنَّارَ فَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ مُّوَاقِعُوهَا } . مواقعوها : أي واقعوان فيها ولا يخرجون منها أبداً . ولم يجدوا عنها مصرفاً : أي مكاناً غيرها ينصرفون إليه لينجوا من عذابها . معنى الآيات : ما زال السياق الكريم في إرشاد بني آدم وتوجيههم إلى ما ينجيهم من العذاب ويحقق لهم السعادة في الدارين ، قال تعالى في خطاب رسوله واذكر لَهُمْ { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ } وهم عبادنا المكرمون { ٱسْجُدُواْ لأَدَمََ } فامتثلوا أمرنا وسجدوا إلا إبليس . لكن إبليس الذي يطيعه الناس اليوم كان من الجن وليس من الملائكة لم يسجد ، ففسق بذلك عن أمرنا وخرج عن طاعتنا . { أَفَتَتَّخِذُونَهُ } أي أيصح منكم يا بني آدم أن تتخذوا عدو أبيكم وعدو ربكم وعدوكم أيضاً ولياً توالونه وذريته بالطاعة لهم والاستجابة لما يطلبون منكم من أنواع الكفر والفسق { بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ } أنفسهم { بَدَلاً } طاعة الشيطان وذريته وولايتهم عن طاعة الله ورسوله وولايتهما . وقوله تعالى : { مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلْمُضِلِّينَ عَضُداً } يخبر تعالى بأنه المنفرد بالخلق والتدبير ليس له وزير معين فكيف يُعْبَدُ الشيطان وذريته ، وأنا الذي خلقتهم وخلقت السماوات والأرض وخلقت هؤلاء الذين يعبدون الشيطان ، ولم أكن { مُتَّخِذَ ٱلْمُضِلِّينَ } وهم الشياطين من الجن والإِنس الذين يضلون عبادنا عن طريقنا الموصل إلى رضانا وجنتنا ، أي لم أكن لأجعل منهم معيناً لي يعضدني ويقوي أمري وخلاصة ما في الآية أن الله تعالى ينكر على الناس عبادة الشياطين وهي طاعتهم وهم مخلوقون وهو خالقهم وخالق كل شيء . وقوله تعالى : { وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُواْ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ } أي أذكر يا رسولنا لهؤلاء المشركين المعرضين عن عبادة الله إلى عبادة عدوه الشيطان ، أذكر لهم يوم يقال لهم في عرصات القيامة { نَادُواْ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ } أشركتموهم في عبادتي زاعمين أنهم يشفعون لكم في هذا اليوم فيخلصونكم من عذابنا . قال تعالى { فَدَعَوْهُمْ } يا فلان ! ! يا فلان … { فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ } إذ لا يجرؤ أحد ممن عبد من دون الله أن يقول رب هؤلاء كانوا يعبدونني . قال تعالى : { وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقاً } أي حاجزاً وفاصلاً من عداوتهم لبعضهم . وحتى لا يتصل بعضهم ببعض في عرصات القيامة . وقوله تعالى : { وَرَأَى ٱلْمُجْرِمُونَ ٱلنَّارَ } أي يؤتى بها تُجَرُّ بالسلاسل حتى تبرز لأهل الموقف فيشاهدونها وعندئذ يظن المجرمون أي يوقنوا { أَنَّهُمْ مُّوَاقِعُوهَا } أي داخلون فيها . { وَلَمْ يَجِدُواْ عَنْهَا مَصْرِفاً } أي مكاناً ينصرفون إليه لأنهم محاطون بالزبانية ، والعياذ بالله من النار وعذابها . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - تقرير عداوة إبليس وذريته لبني آدم . 2 - العجب من بني آدم كيف يطيعون عدوهم ويعصون ربهم ! ! 3 - لا يستحق العبادة العبادة أحد سوى الله عز وجل لأنه الخالق لكل مبعود مما عُبِدَ من سائر المخلوفات . 4 - بيان خزي المشركين يوم القيامة حيث يطلب إليهم أن يدعوا شركاءهم لاغاثتهم فيدعونهم فلا يستجيبون لهم . 5 - جمع الله تعالى المشركين وما كانوا يعبدون من الشياطين في موبق واحد في جهنم وهو وادي من شر أودية جهنم وأسوأها .