Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 70-74)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : ذكراً : أي بياناً وتفصيلاً لما خفي عليك . لقد جئت شيئاً إمراً : أي فعلت شيئاً منكراً . لا ترهقني : أي لا تغشني بما يعسر علي ولا أطيق حمله فتضيق علي صحبتي إياك . نفساً زكية : أي طاهرة لم تتلوث روحها بالذنوب . بغير نفس : أي بغير قصاص . نكراً : الأمر الذي تنكره الشرائع والعقول من سائر المناكر ! وهو المنكر الشديد النكارة . معنى الآيات : ما زال السياق الكريم في الحوار الذي بين موسى عليه السلام والعالم الذي أراد أن يصحبه لطلب العلم منه وهو خضر . قوله تعالى : { قَالَ } أي خضر { فَإِنِ ٱتَّبَعْتَنِي } مصاحباً لي لطلب العلم { فَلاَ تَسْأَلْني عَن شَيءٍ } أفعله مما لا تعرف له وجهاً شرعياً { حَتَّىٰ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً } أي حتى أكون أنا الذي يبين لك حقيقته وما جهلت منه . وقوله تعالى : { فَٱنْطَلَقَا } أي بعد رضا موسى بطلب خضر انطلقا يسيران في الأرض فوصلا ميناء من المواني البحرية ، فركبا سفينة كان خضر يعرف أصحابها فلم يأخذوا منهما أجر الإِركاب فلما أقلعت السفينة ، وتوغلت في البحر أخذ خضر فأساً فخرق السفينة ، فجعل موسى يحشو بثوب له الخرق ويقول : { أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا } على انهما حملانا بدون نَوْل { لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً } أي أتيت يا عالم منكراً فظيعاً فأجابه خضر بما قص تعالى : { قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً } فأجاب موسى بما ذكر تعالى عنه : { قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً } أي لا تعاقبني بالنسيان فإن الناسي لا حرج عليه . وكانت هذه من موسى نسياناً حقاً ولا تغشني بما يعسر علي ولا أطيقه فاتضايق من صحبتي إياك . قال تعالى : { فَٱنْطَلَقَا } بعد نزولهما من البحر إلى البر فوجدا غلاماً جميلاً وسيماً يلعب مع الغلمان فأخذه خضر جانباً وأضجعه وذبحه فقال له موسى بما أخبر تعالى عنه : { أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ } زاكية طاهرة لم يذنب صاحبها ذنباً تتلوث به روحه ولم يقتل نفساً يستوجب بها القصاص { لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً } أي أتيت منكراً عظيماً بقتلك نفساً طاهرة ولم تذنب ولم تكن هذه نسياناً من موسى بل كان عمداً أنه لم يطق فعل منكر كهذا لم يعرف له وجهاً ولا سبباً . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - جواز الاشتراط في الصحبة وطلب العلم وغيرهما للمصلحة الراجحة . 2 - جواز ركوب السفن في البحر . 3 - مشروعية إنكار المنكر على من علم أنه منكر . 4 - رفع الحرج عن الناس . 5 - مشروعية القصاص وهو النفس بالنفس .