Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 116-119)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : سبحانه : تنزه وتقدس عن كل نقص ومنه أن يكون له ولد . قانتون : خاضعون مطيعون تجري عليهم أقداره وتنفذ فيهم أحكامه . بديع السماوات : مبدعها أي موجدها على غير مثال سابق . قضى أمراً : حكم بإيجاده . أو تأتينا آية : كآيات موسى وعيسى في العصا وإحياء الموتى . ولا تسأل : قرىء بالتاء للمجهول ، ولا نافية والفعل مرفوع وقرىء بالبناء للمعلوم ولا ناهية والفعل مجزوم . الجحيم : دركة من دركات النار وهي أشدها عذاباً . معنى الآيات : ما زال السياق الكريم في ذكر أباطيل الكافرين من أهل الكتاب والمشركين والرد عليها بما يظهر زيفها ويبطلها نهائياً ففي الآيتين الأولى [ 116 ] والثانية [ 117 ] يذكر تعالى قول أهل الكتاب والمشركين في أن الله اتخذ ولداً إذا قالت اليهود العزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله وقال بعض مشركي العرب الملائكة بنات الله ، ذكر تعالى قولهم اتخذ الله ولداً ثم نزّه نفسه عن هذا القول الباطل والفرية الممقوتة ، وذكر الأدلة المنطقية العقلية على بطلان الدعوى . فأولاً : مِلْكِيَةُ الله تعالى لما في السماوات والأرض ، وخضوع كل من فيهما لحكمه وتصريفه وتدبيره يتنافى عقلاً مع اتخاذ ولد منهم . ثانياً : قدرة الله تعالى المتجلية في إبداعه السماوات والأرض وفي قوله للشيء كن فيكون يتنافى معها احتياجه إلى الولد ، وهو مالك كل شيء وربّ كل شيء وفي الآية الثالثة [ 118 ] يرد تعالى على قولة المشركين الجاهلين : { لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوْ تَأْتِينَآ آيَةٌ } حيث اقترحوا ذلك ليؤمنوا ويوحدوا فأخبر تعالى أن مثل هذا الطلب طلبه مَنْ قَبْلَهُم فتشابهت قلوبهم في الظلمة والإِنتكاس ، فقد قال اليهود لموسى أرنا الله جهرة ، أما رؤية الله وتكليمه إياهم فغير ممكن في هذه الحياة حياة الامتحان والتكليف ولذا لم يجب إليه أحداً من قبلهم ولا من بعدهم ، وأما الآيات فما أنزل الله تعالى وَبَيَّنَهُ في كتابه من الآيات الدالة على الإِيمان بالله ووجوب عبادته وتوحيده فيها ، وعلى صدق نبيه في رسالته ووجوب الإِيمان به واتباعه كاف ومغنٍ عن أية آية مادية يريدونها ، ولكن القوم لكفرهم وعنادهم لم يروا في آيات القرآن ما يهديهم وذلك لعدم إيقانهم ، والآيات يراها وينتفع بها الموقنون لا الشاكون المكذبون . وفي الآية الرابعة [ 119 ] يخفف تعالى على نبيّه هَمَّ مطالبة المشركين بالآيات بأنه غير مكلف بهداية أحد ولا ملزم بإيمان آخر ، ولا هو مسئول يوم القيامة عمن يدخل النار من الناس ، إذ مهمته محصورة في التبشير والإِنذار تبشير من آمن وعمل صالحاً بالفوز بالجنة والنجاة من النار ، وإنذار من كفر وعمل سوءاً بدخول النار والعذاب الدائم فيها . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - حرمة نسبة أي شيء إلى الله تعالى بدون دليل من الوحي الإِلهي إذ أنكر تعالى نسبة الولد إليه أنكره على أهل الكتاب والمشركين معا . 2 - تشابه قلوب أهل الباطل في كل زمان ومكان لاستجابتهم للشيطان وطاعتهم له . 3 - لا ينتفع بالآيات إلا أهل اليقين لصحة عقولهم وسلامة قلوبهم . 4 - على المؤمن أن يدعو إلى الله تعالى ، وليس عليه أن يهدى ، إذ الهداية بيد الله ، وأما الدعوة فهي في قدرة الإِنسان ، وهو مكلّف بها .