Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 82-86)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : الميثاق : العهد المؤكد باليمين . حسناً : حسن القول : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمخاطبة باللين ، والكلم الطيب الخالي من البذاءة والفحش . توليتم : رجعتم عما التزمتم به مصممين على أن لا تتوبوا . سفك الدماء : إراقتها وصبها بالقتل والجراحات . تظاهرون : قرىء تظّاهرون ، وتظاهرون بتاء واحدة ومعناه تتعاونون . بالإِثم والعدوان : الإِثم : الضار الموجب للعقوبة ، والعدوان الظلم . أسارى : جمع أسير : من أخذ في الحرب . الخزي : الذل والمهانة . معنى الآيات : ما زال السياق الكريم في تذكير اليهود بما كان لأسلافهم من خير وغيره والمراد هدايتهم لو كانوا يهتدون ، فقد ذكرهم في الآية [ 83 ] بما أخذ الله تعالى عليهم في التوراة من عهود ومواثيق على أن يعبدوا الله وحده ولا يشركوا في عبادته سواه . وأن يحسنوا للوالدين ولذي القربى واليتامى والمساكين وأن يقولوا للناس الحسن من القول ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ، وندّد بصنيعهم حيث ينقض هذا العهد والميثاق أكثرهم ولم يفوا به وفي الآية الثانية [ 84 ] ذكرهم بميثاق خاص أخذه عليهم في التوراة أيضاً وهو الإِسرائيلي لا يقتل الإِسرائيلي ولا يخرجه من داره بغياً وعدواناً عليه ، وإذا وقع في الأسر وجب فكاكه بكل وسيلة ولا يجوز تركه أسيرا بحال ، أخذ عليهم بهذا ميثاقاً غليظاً وأقروا به وشهدوا عليه وفي الآية الثالثة [ 85 ] وبّخهم على عدم وفائهم بما التزموا به حيث صار اليهودي يقتل اليهودي ويخرجه من داره بغياً وعدواناً عليه . وفي نفس الوقت إن أتاهم يهودي أسيراً فََدَوهُ بالغالي والرخيص ، فندد الله تعالى بصنيعهم هذا الذي هو إهمال واجب وقيامٌ بآخر تبعاً لأهوائهم فكانوا كمن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض ومن هنا توعدهم بخزي الدنيا وعذاب الآخرة . وفي الآية الرابعة [ 86 ] أخبر أنهم بصنيعهم ذلك اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فكان جزاؤهم عذاب الآخرة حيث لا يخفف عنهم ولا ينصرون فيه بدفعه عنهم . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - مشروعية تذكير الناس ووعظهم بما يكون سبباً لهدايتهم . 2 - وجوب عبادة الله وتوحيده فيها . 3 - وجوب الإِحسان إلى الوالدين ولذوي القربى واليتامى والمساكين . 4 - وجوب معاملة الناس بحسن الأدب . 5 - تعرض أمة الإِسلام لخزي الدنيا وعذاب الآخرة بتطبيقها بعض أحكام الشريعة وإهمالها البعض الآخر . 6 - كفر من يتخير أحكام الشرع فيعمل ما يوافق مصالحه وهواه ، ويهمل ما لا يوافق . 7 - كفر من لا يقيم دين الله إعراضاً عنه وعدم مبالاة به .