Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 105-112)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : يسألونك عن الجبال : أي المشركون عن الجبال كيف تكون يوم القيامة . فقل ينسفها ربي نسفا : أي يفتتها ثم تذروها الرياح فتكون هباء منبثاً . قاعا صفصفا : أي مستوياً . عوجا ولا أمتا : اي لا ترى فيها انخفاضاً ولا ارتفاعاً . الداعي : أي إلى المحشر يدعوهم إليه للعرض على الرب تعالى . وخشعت الأصوات : أي سكنت فلا يسمع إلا الهمس وهو صوت الأقدام الخفي . ورضي له قولا : بأن قال لا إله إلا الله من قلبه صادقاً . ولا يحيطون به علما : الله تعالى ما بين أيدي الناس وما خلفهم ، وهم لا يحيطون به علماً . وعنت الوجوه للحي القيوم : أي ذلت وخضعت للرب الحي الذي لا يموت . من حمل ظلما : أي جاء يوم القيامة يحمل أوزار الظلم وهو الشرك . ظلما ولا هضما : أي لا يخاف ظلما بأن يزاد في سيئاته ولا هضماً بأن ينقص من حسناته . معنى الآيات : يقول تعالى لرسوله : { وَيَسْأَلُونَكَ } أي المشركين من قومك المكذبين بالبعث والجزاء { عَنِ ٱلْجِبَالِ } عن مصيرها يوم القيامة فقل له : { يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً لاَّ تَرَىٰ فِيهَا عِوَجاً وَلاۤ أَمْتاً } أي أجبهم بأن الله تعالى يفتتها ثم ينسفها فتكون هباء منبثاً ، فيترك أماكنها قاعاً صفصفاً أي أرضاً مستوية لا ترى فيها عوجاً ولا أمتا أي لا انخفاضاً ولا ارتفاعاً . وقوله { يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ ٱلدَّاعِيَ لاَ عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ ٱلأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً } أي يوم تقوم القيامة فيُنشرون يدعوهم الداعي هلموا إلى أرض المحشر فلا يميلون عن صوته يمنةً ولا يُسرة وهو معنى لا عوج له . وقوله تعالى : { وَخَشَعَتِ ٱلأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ } أي ذلت وسكنت { فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً } وهو صوت خفي كأصوات خفاف الإِبل إذا مشت وقوله تعالى : { يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ ٱلشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً } أي يُخبر تعالى إنهم يوم جمعهم للمحشر لفصل القضاء لا تنفع شفاعة أحدٌ أحداً إلا من أذن له الرحمن في الشفاعة ، ورضي له قولا أي وكان المشفوع فيه من أهل التوحيد أهل لا إله إلا الله وقوله { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً } أي يعلم ما بين أيدي أهل المحشر أي ما يسيحكم به عليهم من جنة أو نار ، وما خلفهم مما تركوه من أعمال في الدنيا ، وهم لا يحيطون به عز وجل علماً ، فلذا سيكون الجزاء عادلاً رحيماً ، وقوله : { وَعَنَتِ ٱلْوُجُوهُ لِلْحَيِّ ٱلْقَيُّومِ } أي ذلت وخضعت كما يعنو بوجهه الأسير ، والحي القيوم هو الله جل جلاله وقوله تعالى : { وَقَدْ خَابَ } أي خسر { مَنْ حَمَلَ ظُلْماً } ألا وهو الشرك والعياذ بالله وقوله تعالى : { وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ } والحال أنه مؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر والبعث الآخر فهذا لا يخاف ظلما بالزيادة في سيِّآته ، ولا هضما بنقص من حسناته ، وهي عدالة الله تعالى تتجلى في موقف الحساب والجزاء . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - بيان جهل المشركين في سؤالهم عن الجبال . 2 - تقرير مبدأ البعث الآخر . 3 - لا شفاعة لغير أهل التوحيد فلا يَشفع مشرك ، ولا يُشفع لمشرك . 4 - بيان خيبة المشركين وفوز الموحدين يوم القيامة .