Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 123-127)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : قال اهبطا منها جميعا : أي آدم وحواء من الجنة وإبليس سبق أن أبلس وهبط . بعضكم لبعض عدو : أي آدم وحواء وذريتهما عدو لإِبليس وذريته ، وإبليس وذريته عدو لآدم وحواء وذريتهما . فإما يأتينكم مني هدى : أي فإن يأتيكم مني هدى وهو كتاب ورسول . فمن اتبع هداي : أي الذي أرسلت به رسولي وهو القرآن . فلا يضل : أي في الدنيا . ولا يشقى : في الآخرة . ومن أعرض عن ذكري : أي عن القرآن فلم يؤمن به ولم يعمل بما فيه . معيشة ضنكا : أي ضيّقة تضيق بها نفسه ولم يسعد بها ولو كانت واسعة . أعمى : أي أعمى البصر لا يبصر . وقد كنت بصيرا : أي ذا بصر في الدنيا وعند البعث . قال كذلك : أي الأمر كذلك أتتك آياتنا فنسيتها فكما نسيتها تنسى في جهنم . وكذلك نجزي من أسرف : أي وكذلك الجزاء الذي جازينا به من نسي آياتنا نجزي من أسرف في المعاصي ولم يقف عند حد ، ولم يؤمن بآيات ربه سبحانه وتعالى . أشد وأبقى : أي أشد من عذاب الدنيا وأدوم فلا ينقضي ولا ينتهي . معنى الآيات : ما زال السياق الكريم في قصة آدم إنه لما أكل آدم وحواء من الشجرة وبدت لهما سواءتهما وعاتبهما ربهما بقوله في آية غير هذه { أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌ مُّبِينٌ } [ الأعراف : 22 ] . وأنزل على آدم كلمة التوبة فقالها مع زوجه فتاب الله عليهما لما تم كل ذلك قال { ٱهْبِطَا مِنْهَا } أي من الجنة { جَمِيعاً } إذ إبليس العدو قد اُبْلِس من قبل وطُرد من الجنة فهبطوا جميعاً . وقوله { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى } أي بيان عبادتي تحمله كتبي وتبينه رسلي ، { فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ } فآمن به وعمل بما فيه { فَلاَ يَضِلُّ } في حياته { وَلاَ يَشْقَىٰ } في آخرته { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي } أي فلم يؤمن به ولم يعمل بما فيه { فَإِنَّ لَهُ } أي جزاءً منا له { مَعِيشَةً ضَنكاً } أي ضيقة تضيق بها نفسه فلم يشعر بالغبطة والسعادة وإن اتسع رزقه كما يضيق عليه قبره ويشقى فيه طيلة حياة البرزخ ، ويحشر يوم القيامة أعمى لا حجة له ولا بصر يبصر به . وقد يعجب لحاله ويسأل ربه { لِمَ حَشَرْتَنِيۤ أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ } في الدنيا وفي البعث { بَصِيراً } فيجيبه ربه تعالى : { كَذٰلِكَ } أي الأمر كذلك كنت بصيراً وأصبحت أعمى لأنك { أَتَتْكَ آيَاتُنَا } تحملها كتبنا وتبينها رسلنا { فَنَسِيتَهَا } أي تركتها ولم تلتفت إليها معرضا عنها فاليوم تترك في جهنم منسياً كذلك وقوله تعالى في الآية الآخرة [ 127 ] { وَكَذٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ } في معاصينا فلم يقف عند حد ولم يؤمن بآيات ربه فنجعل له معيشة ضنكاً في حياته الدنيا وفي البرزخ { وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَشَدُّ } من عذاب الدنيا { وَأَبْقَىٰ } أي أدوم حيث لا ينقضي ولا ينتهي . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - تقرير عداوة الشيطان للإِنسان . 2 - عِدَةُ الله تعالى لمن آمن بالقرآن وعمل بما فيه أن لا يضل في حياته ولا يشقى في آخرته . 3 - بيان جزاء من أعرض عن القرآن في الدنيا والآخرة . 4 - التنديد بالإِسراف في الذنوب والمعاصي مع الكفر بآيات الله ، وبيان جزاء ذلك .