Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 17-24)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : وما تلك بيمينك يا موسى : الاستفهام للتقرير به ليرتب عليه المعجزة وهي انقلابها حية . أتوكأ عليها : أي أعتمد عليها . وأهش بها على غنمي : أخبط بها ورق الشجر فيتساقط فتأكله الغنم . ولي فيها مآرب أخرى : أي حاجات أخرى كحمل الزاد بتعليقه فيها ثم حمله على عاتقه ، وقتل الهوام . حية تسعى : أي ثعبان عظيم ، تمشي على بطنها بسرعة كالثعبان الصغير المسمى بالجان . سيرتها الأولى : أي إلى حالتها الأولى قبل أن تنقلب حيّة . إلى جناحك : أي إلى جنبك الأيسر تحت العضد إلى الإِبط . بيضاء من غير سوء : أي من غير برص تضيء كشعاع الشمس . إذهب إلى فرعون : أي رسولاً إليه . إنه طغى : تجاوز الحد في الكفر حتى ادعى الألوهية . معنى الآيات : ما زال السياق الكريم مع موسى وربه تعالى إذ سأله الرب تعالى وهو أعلم به وبما عنده قائلا : { وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يٰمُوسَىٰ } ؟ يسأله ليقرر بأن ما بيده عصا من خشب يابسة ، فإذا تحولت إلى حية تسعى علم أنها آية له أعطاه إياها ربه ذو القدرة الباهرة ليرسله إلى فرعون وملائه . وأجاب موسى ربه قائلا : { هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي } يريد يخبّط بها الشجر اليابس فيتساقط الورق فتأكله الغنم { وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ } أي حاجات { أُخْرَىٰ } كحمل الزاد والماء يعلقه بها ويضعه على عاتقه كعادة الرعاة وقد يقتل بها الهوام الضارة كالعقرب والحية . فقال له ربه عز وجل { أَلْقِهَا يٰمُوسَىٰ فَأَلْقَاهَا } من يده { فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ } أي ثعبان عظيم تمشي على بطنها كالثعبان الصغير المسمى بالجان فخاف موسى منها وولى هارباً فقال له الرب تعالى : { خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى } أي نعيدها عصا كما كانت قبل تحولها إلى حية وفعلاً أخذها فإذا هي عصاه التي كانت بيمينه . ثم أمره تعالى بقوله : { وَٱضْمُمْ يَدَكَ } أي اليمنى { إِلَىٰ جَنَاحِكَ } الأيسر { تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ } أي برص وفعل فضم تحت عضده إلى إبطه ثم استخرجها فإذا هي تتلألؤ كأنها فلقة قمر ، أو كأنها الثلج بياضاً أو أشد ، وقوله تعالى { آيَةً أُخْرَىٰ } أي آية لك دالة على رسالتك أخرى إذ الأولى هي انقلاب العصا إلى حية تسعى كأنها جان . وقوله تعالى : { لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا ٱلْكُبْرَىٰ } أي حولنا لك العصا حية وجعلنا يدك تخرج بيضاء من أجل أن نريك من دلائل قدرتنا وعظيم سلطاننا . وقوله تعالى : { ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } لما اراه من عجائب قدرته أمره أن يذهب إلى فرعون رسولاً إليه يأمره بعبادة الله وحده وأن يرسل معه بني إسرائيل ليخرج بهم إلى أرض المعاد بالشام وقوله { إِنَّهُ طَغَىٰ } أي تجاوز قدره ، وتعدى حده كبشر إذ أصبح يدعي الربوبية والألوهية إذ فقال : { أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } [ النازعات : 24 ] وقال : { مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي } [ القصص : 38 ] ، فأي طغيان أكبر من هذا الطغيان . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - تقرير نبوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إذ مثل هذه الأخبار لا تصح إلا ممن يوحى إليه . 2 - استحباب تناول الأشياء غير المستقذرة باليمين . 3 - مشروعية حمل العصا . 4 - سنة رعي الغنم للأنبياء . 5 - مشروعية التدريب على السلاح قبل استعماله في المعارك . 6 - آية موسى في انقلاب العصا حية وخروج اليد البيضاء كأنها الثلج أو شعاع شمس . 7 - بيان الطغيان : وهو ادعاء العبد ما ليس له كالألوهية ونحوها .