Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 42-48)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : بآياتي : أي بالمعجزات التي آتيتك كالعصا واليد وغيرها . ولا تنيا في ذكري : أي لا تفترا ولا تقصرا في ذكري فإنه سر الحياة وعونكما على أداء رسالتكما . إنه طغى : تجاوز قدره بادعائه الألوهية والربوبية . قولا لينا : أي خالياً من الغلظة والعنف . لعله يتذكر : أي فيما تقولان فيهتدي إلى معرفتنا فيخشانا فيؤمن ويسلم ويرسل معكما بني إسرائيل . يفرط علينا : أي يعجل بعقوبتنا قبل أن ندعوه ونبين له . أو أن يطغى : أي يزداد طغياناً وظلما . أسمع وأرى : أي أسمع ما تقولانه وما يقال لكما ، وأرى ما تعملان وما يعمل لكما . فأرسل معنا بني إسرائيل : أي لنذهب بهم إلى أرض المعاد أرض أبيهم إبراهيم . بآية : أي معجزة تدل على صدقنا في دعوتنا وأنا رسولا ربك حقاً وصدقاً . والسلام على من اتبع الهدى : أي النجاة من العذاب في الدارين لمن آمن واتقى ، إذ الهدى إيمانٌ وتقوى . من كذب وتولى : أي كذب بالحق ودعوته وأعرض عنهما فلم يقبلهما . معنى الكلمات : ما زال السياق الكريم في الحديث عن موسى مع ربه تبارك وتعالى فقد أخبره تعالى في الآية السابقة أنه صنعه لنفسه ، فأمره في هذه الآية بالذهاب مع أخيه هارون مزودين بآيات الله وهي حججه التي أعطاهما من العصا واليد البيضاء . ونهاهما عن التواني في ذكر الله بأن يضعفا في ذكر وعده ووعيده فيقصرا في الدعوة إليه تعالى فقال : { ٱذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلاَ تَنِيَا فِي ذِكْرِي } وبين لهما الى من يذهبا وعلة فقال : { ٱذْهَبَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } أي تجاوز قدره وتعدى حده من إنسان يعبد الله إلى إنسان كفار ادعى أنه رب وإله ، وعلمهما اسلوب الدعوة فقال لهما : { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً } أي خالياً من الغلظة والجفا وسوء الإِلقاء وعلل لذلك فقال { لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ } أي رجاء أن يتذكر معاني كلامكما وما تدعوانه إليه فيراجع نفسه فيؤمن ويهتدي أو يخشى العذاب إن بقي على كفره وظلمه فيسلم لكما بني إسرائيل ويرسلهم معكما ، فأبدى موسى وأخوه هارون تخوفاً فقال ما أخبر تعالى به عنهما في قوله : { قَالاَ رَبَّنَآ إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ } أي يعجل بعقوبتنا بالضرب أو القتل ، { أَوْ أَن يَطْغَىٰ } أي يزداد طغياناً وظلماً . فطمأنهما ربهما عز وجل بأنه معهما بنصره وتأييده وهدايته إلى كل ما فيه عزهما فقال لهما : { لاَ تَخَافَآ } أي من فرعون وملائه : { إِنَّنِي مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَىٰ } أسمع ما تقولان لفرعون وما يقول لكما . وأرى ما تعملان من عمل وما يعمل فرعون وإني أنصركما عليه فأحق عملكما وأبطل عمله . فاتياه إذاً ولا تترددا فقولا أي لفرعون { إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ } أي إليك { فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } لنخرج بهما حيث أمر الله ، { وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ } بقتل رجالهم واستحياء نسائهم واستعمالهم في أسوء الأعمال وأحطها ، { قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ } أي بحجة من ربك دالة على أنا رسولا ربك إليك وأنه يأمرك بالعدل والتوحيد وينهاك عن الظلم والكفر ومنع بني إسرائيل من الخروج إلى أرض المعاد معنا . { وَٱلسَّلاَمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلْهُدَىٰ } أي واعلم يا فرعون أن الأمان والسلامة يحصلان لمن اتبع الهدى الذي جئناك به ، فاتبع الهدى تسلم ، وإلا فأنت عرضة للمخاوف والهلاك والدمار وذلك لأنه { قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَآ } أي أوحى إلينا ربنا ، { إِنَّا أَنَّ ٱلْعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ } بالحق الذي جئناك به { وَتَوَلَّىٰ } عنه فأعرض عنه ولم يقبله كبرياءً وعناداً . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - عظم شأن الذكر بالقلب واللسان والجوارح أي بالطاعة فعلاً وتركاً . 2 - وجوب مراعاة الحكمة في دعوة الناس إلى ربهم . 3 - تقرير معية الله تعالى مع أوليائه وصالحي عباده بنصرهم وتأييدهم . 4 - تقرير أن السلامة من عذاب الدنيا والآخرة هي من نصيب متبعي الهدى . 5 - شرعية إتيان الظالم وأمره ونهيه والصبر على أذاه . 6 - عدم المؤاخذة على الخوف حيث وجدت أسبابه .