Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 1-6)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : اقترب للناس حسابهم : أي قرب زمن حسابهم وهو يوم القيامة . وهم في غفلة : أي عما هم صائرون إليه . معرضون : أي عن التأهب ليوم الحساب بصالح الأعمال بعد ترك الشرك والمعاصي . من ذكر من ربهم محدث : أي من قرآن نازل من ربهم محدث جديد النزول . وهم يلعبون : أي ساخرين مستهزئين . لاهية قلوبهم : مشغولة عنه بما لا يغني من الباطل والشر والفساد . وأسروا النجوى : أي أخفوا مناجاتهم بينهم . أضغاث أحلام : أي أخلاط رآها في المنام . بل افتراه : أي اختلقه وكذبه ولم يوح إليه . أفهم يؤمنون : أي لا يؤمنون فالاستفهام للنفي . معنى الآيات : يخبر تعالى فيقول وقوله الحق : { ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ } أي دنا وقرب وقت حسابهم على أعمالهم خيرها وشرها { وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ } عما ينتظرهم من حساب وجزاء { مُّعْرِضُونَ } عما يدعون إليه من التأهب ليوم الحساب بترك الشرك والمعاصي والتزود بالإِيمان وصالح الأعمال . وقوله تعالى : { مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ } أي ما ينزل الله من قرآن يعظهم به ويذكرهم بما فيه { إِلاَّ ٱسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ } أي استمعوه وهم هازئون ساخرون لاعبون غير متدبرين له ولا متفكرين فيه . وقوله تعالى : { لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ } أي مشغولة عنه منصرفة عما تحمل الآيات المحدثة النزول من هدى ونور ، { وَأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } وهم المشركون قالوا في تناجيهم بينهم : { هَلْ هَـٰذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } أي ما محمد إلا إنسان مثلكم فكيف تؤمنون به وتتابعونه على ما جاء به ، إنه ما هو إلا ساحر { أَفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } ما لكم أين ذهبت عقولكم ؟ قال تعالى لرسوله : { قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ ٱلْقَوْلَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ … } لأقوال عباده { ٱلْعَلِيمُ } بأعمالهم فهو تعالى سميع لما تقولون من الكذب عليم بصدقي وحقيقة ما أدعوكم إليه . وقوله تعالى : { بَلْ قَالُوۤاْ } أي أولئك المتناجون الظالمون { أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ } أي قالوا في القرآن يأتيهم من ربهم محدث لهم ؛ ليهتدوا به قالوا فيه أضغاث أي أخلاط رؤيا منامية وليس بكلام الله ووحيه ، { بَلِ ٱفْتَرَاهُ } انتقلوا من قول إلى آخر لحيرتهم { بَلْ هُوَ شَاعِرٌ } أي صلى الله عليه وسلم وما يقوله ليس من جنس الشعر الذي ذكر أشياء لا واقع لها ولا حقيقة . وقوله تعالى عنه : { فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَآ أُرْسِلَ ٱلأَوَّلُونَ } أي إن كان رسولاً كما يدعي وليس بشاعر ولا ساحر فليأتنا بآية أي معجزة كآية صالح أو موسى أو عيسى كما أرسل بها الأنبياء الأولون . قال تعالى : { مَآ آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِّن قَرْيَةٍ } أي أهل قرية { أَهْلَكْنَاهَآ } بالعذاب لما جاءتها الآية فكذبت أفهم يؤمنون أي لا يؤمنون إذ شأنهم شأن غيرهم ، فلذا لا معنى لإِعطائهم الآية من أجل الإِيمان ونحن نعلم أنهم لا يؤمنون . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - قرب الساعة . 2 - بيان ما كان عليه المشركون من غفلة ولهو وإعراض ، والناس اليوم أكثر منهم في ذلك . 3 - بيان حيرة المشركين إزاء الوحي الإِلهي والنبي صلى الله عليه وسلم . 4 - المعجزات لم تكن يوماً سبباً في هداية الناس بل كانت سبب إهلاكهم إذ هذا طبع الإِنسان إذا لم يرد الإِيمان والهداية فإنه لا يهتدي ولو جاءته كل آية .