Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 78-83)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : أنشأ لكم السمع : أي خلق وأوجد لكم الأسماع والأبصار . والأفئدة : جمع فؤاد وهو القلب . قليلا ما تشكرون : أي ما تشكرون إلاّ قليلا . ذرأكم : أي خلقكم . وإليه تحشرون : أي تجمعون إليه بعد إحيائكم وخروجكم من قبوركم . وله اختلاف الليل والنهار : أي إليه تعالى إيجاد الليل والنهار وظلمة الليل وضياء النهار . أفلا تعقلون : فتعرفوا أن الله هو المعبود الحق إذ هو الرب الحق . إلا أساطير الأولين : أي ما تقولون من البعث والحياة الثانية ما هو إلا حكايات وأساطير وأخبار الأولين ، والأساطير جمع أسطورة أي حكاية مسطرة مكتوبة . معنى الآيات : ما زال السياق الكريم في دعوة المنكرين للبعث الآخر إلى الإيمان به بعرض الأدلة العقلية عليهم لعلهم يؤمنون فقال تعالى لهم : { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنْشَأَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ } أي الله الذي خلق لكم أسماعكم وأبصاركم وقلوبكم قادر على إحيائكم بعد موتكم وحشركم إليه تعالى ليحاسبكم ويجزيكم ، وقوله : { قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } يوبخهم تعالى على كفرانهم نعمه عليهم ، إذ أوجد لهم أسماعاً وأبصاراً وأفئدة ولم يحمدوه على ذلك ولم يشكروه بالإِيمان به وبطاعته ، وقوله تعالى : { وَهُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ } أي خلقكم في الأرض ، { وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } إذ الذي قدر على خلقكم في الأرض قادر على خلقكم في أرض أخرى بعد أن يميتكم ويحشركم أي يجمعكم إليه ليحاسبكم ويجزيكم . وقوله : { وَهُوَ ٱلَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ } أي يحيي النطفة بجعلها مضغة لحم ثم ينفخ فيها الروح فتكون بشراً ، ويميتكم بعد انقضاء آجالكم أليس هذا قادراً على إحيائكم بعد موتكم . وقوله تعالى : { وَلَهُ ٱخْتِلاَفُ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أي ولله تعالى اختلاف الليل والنهار بإيجادهما وتعاقبهما وإدخال أحدهما في الآخر أفلا تعقلون أنَّ من هذه قدرته وتصاريفه في خلقه قادر على بعثكم بعد إماتتكم وقوله تعالى : { بَلْ قَالُواْ مِثْلَ مَا قَالَ ٱلأَوَّلُونَ } أي بدل أن يؤمنوا باليوم الآخر لِما دَلْ عليه من هذه الأدلة التي لا يردها عاقل ولا ينكرها عقل عادوا فقالوا قولة المنكرين من الأمم قبلهم : { قَالُوۤاْ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } وهو إنكار صريح منهم للبعث الآخر . وقالوا أيضاً ما أخبر تعالى عنهم ، وهم يعلنون تكذيبهم لله تعالى ورسوله : { لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَآؤُنَا هَـٰذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } أي لقد وعد هذا آباؤبا من قبل ولم يحصل ما هذا الذي يقال إلا أساطير أي حكايات سطرها الأولون في كتبهم فهي تروى ويتناقلها الناس ولا حقيقة لها ولا وجود . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - وجوب الشكر لله تعالى بطاعته على نعمه ومن بينها نعمة السمع والبصر والقلب . 2 - تقرير عقيدة البعث والجزاء بما تضمنت الآيات من الأدلة العديدة على ذلك . 3 - سوء التقليد وآثارة في السلوك الإِنساني بحيث ينكر المقلد عقله .