Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 93-100)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : إما تريني ما يوعدون : أي إن تُريني من العذاب . ادفع بالتي هي أحسن : اي ادفع بالخصلة التي هي أحسن وذلك كالصفح والإِعراض عنهم . من همزات الشياطين : أي من وساوسهم التي تخطر بالقلب فتكاد تفسده . أن يحضرون : أي في أموري حتى لا يفسدوها علي . جاء أحدهم الموت : أي رأى علاماته ورآه . برزخ : أي حاجز يمنع وهو مدة الحياة الدنيا ، وإن عاد بالبعث فلا عمل يقبل . معنى الآيات : في هذا السياق تهديد للمشركين الذين لم ينتفعوا بتلك التوجيهات التي تقدمت في الآيات قبل هذه ، فأمر الله تعالى رسوله أن يدعوه ويضرع إليه إن هو أبقاه حتى يحين هلاك قومه ، أن لا يهلكه معهم فقال : { قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي } أي أن تريني { مَا يُوعَدُونَ } أي من العذاب ، { رَبِّ فَلاَ تَجْعَلْنِي فِي ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } بل أخرجني منهم وأبعدني عنهم حتى لا أهلك معهم . وقوله تعالى : { وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ } يخبر تعالى رسوله بأنه قادر على إنزال العذاب الذي وعد به المشركين إذا لم يتوبوا قبل حلوله بهم . وقوله : { ٱدْفَعْ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } هذا قل أمره بقتالهم : أمره بأن يدفع ما يقولونه له في الكفر والتكذيب بالخُلَّة والخصلة التي هي أحسن وذلك كالصفح والإِعراض عنهم وعدم الإِلتفاف إليهم . وقوله : { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ } أي من قولهم لله شريك وله ولد ، وأنه ما أرسل محمداً رسولاً ، وأنه لا بعث ولا حياة ولا نشور يوم القيامة وقوله : { وَقُلْ رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ ٱلشَّياطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ } لما علمه الاحتراز والتحصُّن من المشركين بالصفح والإِعراض أمره أن يتحصن من الشياطين بالإِستعاذة بالله تعالى فأمره أن يقول { رَّبِّ } أي يا رب { أَعُوذُ بِكَ } أي استجير بك من همزات الشياطين أي وساوسهم حتى لا يفتنوني عن ديني وأعوذ بك أن يحضروا أمري فيفسدوه علي . وقوله تعالى : { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ } أي إذا حضر أحد أولئك المشركين الموت أي رأى ملك الموت وأعوانه وقد حضروا لقبض روحه { قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ } أي أخروا موتي كي أعمل صالحاً فيما تركت العمل فيه بالصلاح ، وفيما ضيعت من واجبات قال تعالى رداً عليه { كَلاَّ } أي لا رجوع أبداً ، { إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا } لا فائدة منها ولا نفع فيها ، { وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ } أي حاجز مانع من العودة إلى الحياة وهو أيام الدنيا كلها حتى إذا انقضت عادوا إلى الحياة ، ولكن ليست حياة عمل وإصلاح ولكنها حياة حساب وجزاء هذا معنى قوله : { وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - مشروعية الدعاء والترغيب فيه وإنه لذو جدوى للمؤمن . 2 - استحباب دفع السيء من القول أو الفعل بالصفح والإِعراض عن صاحبه . 3 - مشروعية الإِستعاذة بالله تعالى من وساوس الشياطين ومن حضورهم أمر العبد الهام حتى لا يفسدوه عليه بالخواطر السيئة . 4 - موعظة المؤمن بحال من يتمنى العمل الصالح عند الموت فلا يُمكن منه فيموت بندمه وحسرته ويلقى جزاء تفريطه حرماناً وخسراناً في الدار الآخرة .