Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 47-52)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : ويقولون : أي المنافقون . آمنا بالله وبالرسول : أي صدقنا بتوحيد الله وبنبوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم . ثم يتول فريق منهم : أي يعرض . إذا فريق منهم معرضون : أي عن المجيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم . مذعنين : أي مسرعين منقادين مطيعين . في قلوبهم مرض : أي كفر ونفاق وشرك . أم ارتابوا : أي بل شكوا في نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم . أن يحيف الله عليهم ورسوله : أي في الحكم فيظلموا فيه . إنما كان قول المؤمنين : هو قولهم سمعنا وأطعنا أي سمعاً وطاعة . المفلحون : أي الفائزون بالنجاة من النار ودخول الجنة . معنى الآيات : بعد عرض تلك المظاهر لقدرة الله وعلمه وحكمته والموجبة للإِيمان بالله ورسوله ، وما عند الله من نعيم مقيم ، وما لديه من عذاب مهين فاهتدى عليها من شاء الله هدايته وأعرض عنها من كتب الله شقاوته من المنافقين الذين أخبر تعالى عنهم بقوله : { وَيَِقُولُونَ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلرَّسُولِ وَأَطَعْنَا } أي صدقنا بالله ربَّاً وإلهاً وبمحمد نبياً ورسولاً ، وأطعناهما { ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ } أي من بعد تصريحهم بالإِيمان والطاعة يقولون معرضين بقلوبهم عن الإِيمان بالله وآياته ورسوله ، { وَمَآ أُوْلَـٰئِكَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ } فأكذبهم الله في دعوة إيمانهم هذا ما دلت عليه الآية الأولى [ 47 ] وقوله تعالى : { وَإِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ } أي في قضية من قضايا دنياهم ، { إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مُّعْرِضُونَ } أي فاجأك فريق منهم بالإِعراض عن التحاكم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقوله : { وَإِن يَكُنْ لَّهُمُ ٱلْحَقُّ } أي وإن يكن لهم في الخصومة التي بينهم وبين غيرهم { يَأْتُوۤاْ إِلَيْهِ } أي إلى رسول الله { مُذْعِنِينَ } أي منقادين طائعين أي لعلمهم أن الرسول يقضي بينهم بالحق وسوف يأخذون حقهم وافياً وقوله تعالى : { أَفِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ } أي بل في قلوبهم مرض الكفر والنفاق { أَمِ ٱرْتَابُوۤاْ } أي بل ارتابوا أي شكوا في نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم { أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ } لا ، لا ، { بَلْ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } ، ولما كانوا ظالمين يخافون حكم الله ورسوله فيهم لأنه عادل فيأخذ منهم ما ليس لهم ويعطيه لمن هو لهم من خصومهم وقوله تعالى : { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي الصادقين في إيمانهم { إِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } أي لم يكن للمؤمنين الصادقين من قول يقولونه إذا دعوا إلى كتاب الله ورسوله ليحكم بينهم إلا قولهم : سمعنا وأطعنا فيجيبون الدعوة ويسلمون بالحق قال تعالى في الثناء عليهم { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } أي الناجحون في دنياهم وآخرتهم دون غيرهم من أهل النفاق . وقوله تعالى : في الآية الكريمة الأخيرة [ 52 ] { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } أي فيما يأمران به وينهيان عنه ، { وَيَخْشَ ٱللَّهَ } أي يخافه في السر والعلن ، { وَيَتَّقْهِ } أي يتق مخالفته فلا يقصر في واجب ولا يَغْشَى محرماً ، { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَآئِزُون } فقصر الفوز عليهم أي هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة المنعمون في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين . اللهم اجعلنا منهم واحشرنا في زمرتهم إنك ربنا وربهم . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - وجوب التحاكم إلى الكتاب والسنة . 2 - من دُعِيَ إلى الكتاب والسنة فأعرض فهو منافق معلوم النفاق . 3 - اتخاذ قوانين وضعية للتحاكم إليها دون كتاب الله وسنة رسوله آية الكفر والنفاق . 4 - فضل طاعة الله ورسوله وتقوى الله عز وجل وأن أهلها هم الفائزون بالنجاة من النار ودخول الجنان .