Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 17-20)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : يحشرهم : أي يجمعهم . وما يعبدون من دون الله : من الملائكة والأنبياء والأولياء والجن . أم هم ضلوا السبيل : أي طريق الحق بأنفسهم بدون دعوتكم إياهم إلى ذلك . سبحانك : أي تنزيهاً لك عما لا يليق بجلالك وكمالك . ولكن متعتهم : أي بأن أطلت أعمارهم ووسعت عليهم أرزاقهم . وكانوا قوماً بوراً : أي هلكى ، إذ البوار الهلاك . ومن يظلم منكم : أي ومن يشرك منكم أيها الناس . وجعلنا بعضكم لبعض فتنة : أي بليّة فالغني مبتلَى بالفقير ، والصحيح بالمريض ، والشريف بالوضيع فالفقير يقول ما لي لا أكون كالغني والمريض يقول مالي لا أكون كالصحيح ، والوضيع يقول ما لي لا أكون كالشريف مثلاً . أتصبرون : أي اصبروا على ما تسمعون مِمَّن ابتليتم بهم ، إذ الاستفهام للأمر هنا . وكان ربك بصيراً : أي بمن يصبر وبمن يجزع ولا يصبر . معنى الآيات : ما زال السياق الكريم في تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر مظاهر لها في القيامة إذ إنكار هذه العقيدة هو سبب كل شر وفساد في الأرض فقوله تعالى : { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } أي اذكر يا رسولنا يوم يحشر الله المشركين وما كانوا يعبدونهم من دوننا كالملائكة والمسيح والأولياء والجن . { فَيَقُولُ } لمن كانوا يعبدونهم { أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاَءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا ٱلسَّبِيلَ } ؟ أي ما أضللتموهم ولكنهم ضلوا طريق الحق بأنفسهم فلم يهتدوا إلى عبادتي وحدي دون سواي ، فيقول المعبودون { سُبْحَانَكَ } أي تنزيهاً لك وتقديساً عن كل ما لا يليق بجلالك وكمالك { مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَآ أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَآءَ } أي لا يصح منا اتخاذ أولياء من دونك فندعو عبادك إلى عبادتهم فنضلهم بذلك ، { وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ } يا ربنا { وَآبَآءَهُمْ } من قبلهم بطول الأعمار وسعة الأرزاق فانغمسوا في الشهوات والملاذ { حَتَّىٰ نَسُواْ ٱلذِّكْرَ } أي نسوا ذكرك وعبادتك وما جاءتهم به رسلك فكانوا بذلك قوماً بوراً أي هلكى خاسرين . وقوله تعالى : { فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ } يقول تعالى للمشركين فقد كذبكم من كنتم تشركون به ، فقامت الحجة عليكم فأنتم الآن لا تستطيعون صرفاً للعذاب عنكم ولا نصراً أي ولا تجدون من ينصركم فيمنع العذاب عنكم . وقوله تعالى : { وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً } هذا خطاب عام لسائر الناس يقول تعالى للناس ومن يشرك منكم بي أي يعبد غيري نذقه أي يوم القيامة عذاباً كبيراً وقوله تعالى : { وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ } أي يا رسولنا { مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي ٱلأَسْوَاقِ } إذاً فلا تهتم بقول المشركين { مَالِ هَـٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأْكُلُ ٱلطَّعَامَ } [ الفرقان : 7 ] ولا تحفل به فإنهم يعرفون ذلك ولكنهم يكابرون ويجاحدون . وقوله تعالى : { وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً } أي هذه سنتنا في خلقنا نبتلي بعضهم ببعض فنبتلي المؤمن بالكافر والغني بالفقير والصحيح بالمريض والشريف بالوضيع ، وننظر من يصبر ومن يجزع ونجزي الصابرين بما يستحقون والجزعين كذلك . وقوله تعالى : { أَتَصْبِرُونَ } هذا الاستفهام معناه الأمر أي اصبروا إذاً ولا تجزعوا أيها المؤمنون من أذى المشركين والكافرين لكم . وقوله تعالى : { وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً } أي وكان ربك أيها الرسول بصيراً بمن يصبر وبمن يجزع فاصبر ولا تجزع فإنها دار الفتنة والامتحان وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - تقرير عقيدة البعث والجزاء . 2 - يالهول الموقف إذا سئل المعبودون عمن عبدوهم ، والمظلومون عمن ظلموهم . 3 - براءة الملائكة والأنبياء والأولياء من عبادة من عبدوهم . 4 - خطورة طول العمر وسعة الرزق إذ غالباً ما ينسى العبد بهما ربه ولقاءه . 5 - تقرير أن الدنيا دار ابتلاء فعلى أولى الحزم أن يعرفوا هذا ويخلصوا منها بالصبر والتحمل في ذات الله حتى يخرجوا منها ولو كفافاً لا لهم ولا عليهم .