Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 63-71)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : يمشون على الأرض هوناً : في سكينة ووقار . وإذا خاطبهم الجاهلون : أي بما يكرهون من الأقوال . قالوا سلاماً : أي قولاً يسلمون به من الإِثم ، ويسمى هذا سلام المتاركة . سجداً وقياماً : أي يصلون بالليل سجداً جمع ساجد . إن عذابها كان غراماً : أي عذاب جهنم كان لازماً لا يفارق صاحبه . إنها ساءت متسقراً ومقاماً : أي بئست مستقراً وموضع إقامة واستقرار . لم يسرفوا ولم يقتروا : أي لم يبذروا ولم يضيقوا . وكان بين ذلك قواماً : أي بين الإِسراف والتقتير وسطاً . التي حرم الله : وهي كل نفس آدمية إلا نفس الكافر المحارب . إلا بالحق : وهو واحد من ثلاث : كفر بعد إيمان أو زنى بعد إحصان أو قتل ظلم وعدوان . يلق أثاماً : أي عقوبة شديدة . يبدل الله سيئاتهم حسنات : بأن يمحو بالتوبة سوابق معاصيهم ، ويثبت مكانها لواحق طاعاتهم . معنى الآيات : لما أنكر المشركون الرحمن { قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحْمَـٰنُ } [ الفرقان : 60 ] وأبوا أن يسجدوا للرحمن ، وقالوا أن محمداً ينهانا عن الشرك وهو يدعو مع الله الرحمن فيقول يا الله يا رحمن ، ناسب لتجاهلهم هذا الاسم الرحمن أن يذكر لهم صفات عباد الرحمن ليعرفوا الرحمن بعباده على حد ( خيركم من إذا رُؤي ذُكر الله ) فقال تعالى { وَعِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ } ووصفهم بثمان صفات وأخبر عنهم بما أعده لهم من كرامة يوم القيامة . الأولى في قوله { ٱلَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَىٰ ٱلأَرْضِ هَوْناً } أي ليسوا جبابرة متكبرين ، ولا عصاة مفسدين ولكن يمشون متواضعين عليهم السكينة والوقار ، { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ } أي السفهاء بما يكرهون من القول قالوا قولاً يسلمون به من الإِثم فلم يردوا السيئة بالسيئة ولكن بالحسنة . الثانية : في قوله { وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً } أي يقضون ليلهم بين السجود والقيام يصفون أقدامهم ويذرفون دموعهم على خدودهم خوفاً من عذاب ربهم . والثالثة : في قوله { وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ } إنهم لقوة يقينهم كأنهم شاعرون بلهب جهنم يدنو من وجوههم فقالوا { رَبَّنَا ٱصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } أي مُلحّاً لازماً لا يفارق صاحبه ، { إِنَّهَا سَآءَتْ } أي جهنم { مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً } أي بئست موضع إقامة واستقرار . والرابعة : في قوله { وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ } في إنفاقهم فيتجاوزوا الحد المطلوب منهم ، ولم يقتروا فيقصروا في الواجب عليهم وكان إنفاقهم بين الإِسراف والتقتير قواماً أي عدلاً وسطاً . والخامسة : { وَٱلَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا آخَرَ } أي لا يسألون غير ربهم قضاء حوائجهم كما لا يشركون بعبادة ربهم أحداً { وَلاَ يَقْتُلُونَ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ } قتلها وهي كل نفس آدمية ما عدا نفس الكافر المحارب فإنها مباحة القتل غير محرمة . { إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } وهو واحدة من ثلاث خصال بينها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث الصحيحين " لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة " { وَلاَ يَزْنُونَ } أي لا يرتكبون فاحشة الزنا والزنا نكاح على غير شرط النكاح المباح وقوله تعالى { وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ } هذا كلام معترض بين صفات عباد الرحمن . أي ومن يفعل ذلك المذكور من الشرك بدعاء غير الرب أو قتل النفس بغير حق ، أو زنا { يَلْقَ أَثَاماً } أي عقاباً { يُضَاعَفْ لَهُ ٱلْعَذَابُ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ } أي في العذاب { مُهَاناً } مخزياً ذليلاً ، وقوله تعالى { إِلاَّ مَن تَابَ } من الشرك وآمن بالله وبلقائه وبرسوله وما جاء به من الدين الحق { وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً } من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج بيت الله الحرام { فَأُوْلَـٰئِكَ } المذكورون أي التائبون { يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ } أي يمحو سيآتهم بتوبتهم ويكتب لهم مكانها صالحات أعمالهم وطاعاتهم بعد توبتهم { وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } ذا مغفرة للتائبين من عباده ذا رحمة بهم فلا يعذبهم بعد توبته عليهم ، وقوله { وَمَن تَابَ } من غير هؤلاء المذكورين أي رجع إلى الله تعالى بعد غشيانه الذنوب { وَعَمِلَ صَالِحاً } بعد توبته { فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتاباً } أي يرجع إليه تعالى مرجعاً مرضياً حسناً فيكرمه وينعمه في دار كرامته . هدايته الآيات : من هداية الآيات : 1 - بيان صفات عباد الرحمن الذين بهم يعرف الرحمن عز وجل . 2 - فضيلة التواضع والسكينة في المشي والوقار . 3 - فضيلة رد السيئة بالحسنة والقول السليم من الإِثم . 4 - فضيلة قيام الليل والخوف من عذاب النار . 5 - فضيلة الاعتدال والقصد في النفقة وهي الحسنة بين السيئتين . 6 - حرمة الشرك وقتل النفس والزنى وأنها أمهات الكبائر . 7 - التوبة تجب ما قبلها . والندب إلى التوبة وأنها مقبولة ما لم يغرغر .