Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 83-93)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : رب هب لي حكماً : أي يا رب أعطني من فضلك حكماً أي علماً نافعاً وارزقني العمل به . وألحقني بالصالحين : لأعمل عملهم في الدنيا وأكون معهم في الدار الآخرة . واجعل لي لسان صدق في الآخرين : أي اجعل لي ذكراً حسناً أذكر به فيمن يأتي بعدي . واغفر لأبي : كان هذا منه قبل أن يتبين له أنه عدو لله . ولا تخزني يوم يبعثون : أي لا تفضحني . بقلب سليم : أي من الشرك والنفاق . وأزلفت الجنة : أي أدنيت وقربت للمتقين . وبرزت الجحيم للغاوين : أي أظهرت وجليت للغاوين . هل ينصرونكم : أي بِدَفْع العذاب عنكم . معنى الآيات : هذا آخر قصص إبراهيم وخاتمته لما ذكر إبراهيم قومه ووعظهم رفع يديه إلى ربه يسأله ويتضرع إليه فقال { رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً } أي علماً نافعاً يمنعني من فعل ما يسخطك عني ويدفعني إلى فعل ما يرضيك عني ، { وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ } في أعمالهم الخيرية في الدنيا وبمرافقتهم في الجنة . { وَٱجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي ٱلآخِرِينَ } أي اجعل لي ذكراً حسناً أذكر به فيمن يأتي من عبادك المؤمنين ، { وَٱجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ ٱلنَّعِيمِ } الذين يرثونها بالإِيمان والتقوى بعد فضلك عليهم ورحمتك بهم ، { وَٱغْفِرْ لأَبِيۤ إِنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ } أي الجاهلين بك وبمحابك ومكارهك فما عبدوك ولا تقربوا إليك . وكان هذا من إبراهيم قبل العلم بأن أباه عدو لله حيث سبق له ذلك أزلاً ، إذ قد تبرأ منه بعد أن علم ذلك وقوله { وَلاَ تُخْزِنِي } أي لا تذلني { يَوْمَ يُبْعَثُونَ } أي من قبورهم للحساب والجزاء على أعمالهم { يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ } وهو يوم القيامة { إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } أي لكن من أتى الله أي جاءه يوم القيامة وقلبه سليم من الشرك والنفاق فهذا ينفعه عمله الصالح لخلوه مما يحبطه وهو الشرك والكفر الظاهر والباطن وقوله تعالى { وَأُزْلِفَتِ ٱلْجَنَّةُ } أي قربت وأدنيت للمتقين الله ربهم فلم يشركوا به في عبادته ولم يجاهروا بمعاصيه ، { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ } أي أظهرت وارتفعت { لِلْغَاوِينَ } أي أهل الغواية والضلالة في الدنيا من المشركين والمسرفين في الإِجرام والشر والفساد { وَقِيلَ لَهُمْ } أي سئلوا في عرصات القيامة { أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } ؟ أروناهم { هَلْ يَنصُرُونَكُمْ } مما أنتم فيه فيدفعون عنكم العذاب ، { أَوْ يَنتَصِرُونَ } لأنفسهم فيدفعون عنها العذاب إن كانوا من أهل النار لأنهم رضوا بأن يعبدوا ودعوا الناس إلى عبادتهم كالشياطين والمجرمين من الإِنس والجن . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - بيان أن الجنة تورث ويذكر تعالى سبب إرثها وهو التقوى في قوله { تِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً } [ مريم : 63 ] . 2 - مشروعية الاستغفار للوالدين إن ماتا على التوحيد . 3 - بطلان الانتفاع يوم القيامة بغير الإِيمان والعمل الصالح بعد فضل الله ورحمته . 4 - الترغيب في التقوى والتحذير من الغواية .