Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 20-26)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : وتفقد الطير : أي تعهدها ونظر فيها . مالي لا أرى الهدهد : أعرض لي ما منعني من رؤيته أم كان من الغائبين ؟ لأعذبنه عذاباً شديداً : أي بِنَتْفِ ريشه ورميه في الشمس فلا يمتنع من الهوام . بسلطان مبين : أي بحجة واضحة على عذرة في غيبته . فمكث غير بعيد : أي قليلاً من الزمن وجاء سليمان متواضعاً . أحطت بما لم تحط به : أي اطلعت على ما لم تطلع عليه . وجئتك من سبأ : سبأ قبيلة من قبائل اليمن . إني وجدت امرأة : هي بلقيس الملكة . ولها عرش عظيم : أي سرير كبير . فصدهم عن السبيل : أي طريق الحق والهدى . ألا يسجدوا لله : أصلها أن يسجدوا أي فهم لا يهتدون أن يسجدوا لله . وزيدت فيها " لا " وأدغمت فيها النون فصارت ألاَّ نظيرها لئلا يعلم أهل الكتاب من آخر سورة الحديد . يخرج الخبأ في السماوات : أي المخبوء في السماوات من الأمطار والأرض من النباتات والأرض . معنى الآيات : ما زال السياق الكريم في قصص سليمان عليه السلام قوله تعالى { وَتَفَقَّدَ ٱلطَّيْرَ } أي تفقد سليمان جنده من الطير طالباً الهدهد لأمر عنَّ له أي ظهر وهو يتهيأ لرحلة هامة ، فلم يجده فقال ما أخبر تعالى به عنه : { مَالِيَ لاَ أَرَى ٱلْهُدْهُدَ } ألعارضٍ عَرَض لي فلم أره ، { أَمْ كَانَ مِنَ ٱلْغَآئِبِينَ } أي بل كان من الغائبين ، { لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً } بأن ينتف ريشه ويتركه للهوام تأكله فلا يمتنع منها { أَوْ لأَاْذبَحَنَّهُ } بقطع حلقومه ، { أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } أي بحجة واضحة على سبب غيبته . قوله تعالى الآية [ 21 ] { فَمَكَثَ } أي الهدهد { غَيْرَ بَعِيدٍ } أي زمناً قليلاً ، وجاء فقال في تواضع رافعاً عنقه مرخياً ذنبه وجناحيه { أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ } أي اطلعت على ما لم تطلع عليه { وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ } وسبأ قبيلة من قبائل اليمن ، والنبأ اليقين الخبر الصادق الذي لا شك فيه . وأخذ يبين محتوى الخبر فقال { إِنِّي وَجَدتُّ ٱمْرَأَةً } هي بلقيس { تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ } من أسباب القوة ومظاهر الملك ، { وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ } أي سرير ملكها الذي تجلس عليه وصفه بالعظمة لأنه مرصع بالجواهر والذهب ، وقوله { وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ } أخبر أولاً عن أحوالهم الدنيوية وأخبر ثانياً عن أحوالهم الدينية وقوله { وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ } أي الباطلة الشركية { فَصَدَّهُمْ } بذلك { عَنِ ٱلسَّبِيلِ } أي سبيل الهدى والحق فهم لذلك لا يهتدون لأن يسجدوا لله الذي يخرج الخبء أي المخبوء فهو من إطلاق المصدر وإرادة اسم المفعول في السماوات من أمطار والأرض من نباتات ، ويعلم سبحانه وتعالى ما يخفون في نفوسهم ، وما يعلنون عنه بألسنتهم الله لا إله هو رب العرش العظيم . وصف الرب تعالى بالعرش العظيم ليقابل وصف بلقيس به ، وأين عرش مخلوقة وإن كانت ملكة بنت ملك هو شراحيل من عرش الله الخالق لكل شيء والمالك لكل شيء . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - مشروعية استعراض الجيوش وتفقد أحوال الرعية . 2 - مشروعية التعزير لمن خالف أمر السلطان بلا عذر شرعي . 3 - مشروعية اتخاذ طائرات الاستكشاف ودراسة جغرافية العالم . 4 - تحقيق قول الرسول صلى الله عليه وسلم لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة إذ لم يلبثوا أن غلب عليهم سليمان . 5 - بيان أن هناك من كانوا يعبدون الشمس إذ سجودهم لها عبادة . 6 - بيان أن الأحق بالعبادة الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم . 7 - مشروعية السجود لمن تلا هذه الآية أو استمع إلى تلاوتها : { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ } .