Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 32-35)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : أفتوني في أمري : بينوا لي فيه وجه الصواب ، وما هو الواجب اتخاذه إزاءه . ما كنت قاطعة أمراً : أي قاضيته . حتى تشهدون : أي تحضروني وتبدوا رأيكم فيه . وأولوا بأس شديد : أي أصحاب قوة هائلة مادية وأصحاب بأس شديد في الحروب . إذا دخلوا قرية : أي مدينة وعاصمة ملك . أفسدوها : اي خربوها إذا دخلوها عنوة بدون مصالحة . وكذلك يفعلون : أي وكالذي ذكرت لكم يفعل مرسلو هذا الكتاب . معنى الآيات : ما زال السياق الكريم عن حديث قصر الملكة بلقيس وها هي ذي تقول لرجال دولتها ما حكاه تعالى عنها بقوله { قَالَتْ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ أَفْتُونِي فِيۤ أَمْرِي } أي أشيروا علي بما ترونه صالحاً { مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً } أي قاضية باتَّةً فيه { حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ } أي تحضروني وتبدوا فيه وجهة نظركم . فأجابها رجالها بما أخبر تعالى به عنهم { قَالُواْ نَحْنُ أُوْلُو قُوَّةٍ } عسكرية من سلاح وعتاد وخبرة { وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ } عند خوضنا المعارك { وَٱلأَمْرُ إِلَيْكِ فَٱنظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ } به فأمري ننفّذْ إنا طوع يديك . فأجابتهم بما حكاه الله تعالى عنها { قَالَتْ إِنَّ ٱلْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرْيَةً } أي مدينة عنوة بدون صلح . { أَفْسَدُوهَا } أي خربوا معالمها وبدلوا وغيروا فيها ، { وَجَعَلُوۤاْ أَعِزَّةَ أَهْلِهَآ أَذِلَّةً } بضربهم وإهانتهم وخلعهم من مناصبهم . { وَكَذٰلِكَ } أصحاب هذا الكتاب { يَفْعَلُونَ } { وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ ٱلْمُرْسَلُونَ } أي الذين نرسلهم من قبول الهدية ورفضها وعلى ضوء ذلك نتصرف فإنهم إن قبلوا الهدية المالية فهم أصحاب دنيا ، وإن رفضوها فهم أصحاب دين ، وعندها نتخذ ما يلزم حيالهم ، ولا شك أن هذه الهدية كانت فاخرة وثمينة . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - تقرير مبدأ الشورى في الحكم . 2 - مشروعية إبداء الرأي بصدق ونزاهة ثم ترك الأمر لأهله . 3 - مشروعية إعداد العدة وتوفير السلاح وتدرب الرجال على حمله واستعماله . 4 - دخول العدو المحارب الغالب البلاد عنوة ذو خطورة فلذا يتلافى الأمر بالمصالحة . 5 - بيان حسن سياسة الملكة بلقيس وفطنتها وذكائها ولذا ورثت عرش أبيها .