Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 65-69)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : من في السماوات والأرض : الملائكة والناس . الغيب إلا الله : أي ما غاب عنهم ومن ذلك متى قيام الساعة إلا الله فإنه يعلمه . أيَّان يبعثون : أي متى يبعثون . بل ادارك علمهم في الآخرة : أي تلاحق وهو ما منهم أحد إلا يظن فقط فلا علم لهم بالآخرة بالمرة . بل هم منها عمون : أي في عمى كامل لا يبصرون شيئاً من حقائقها . أئنا لمخرجون : أي أحياء من قبورنا . لقد وعدنا هذا : أي البعث أحياء من القبور . أساطير الأولين : أي أكاذيبهم التي سطروها في كتبهم . كيف كان عاقبة المجرمين : أي المكذبين بالبعث كانت دماراً وهلاكاً وديارهم الخاوية شاهدة بذلك . معنى الآيات : قوله تعالى : { قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوٰتِ وٱلأَرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلاَّ ٱللَّهُ } لما سأل المشركون من قريش النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة أمره تعالى أن يجيبهم بهذا الجواب { قُل لاَّ يَعْلَمُ } الخ … والساعة من جملة الغيب بل هي أعظمه . { مَن فِي ٱلسَّمَٰوٰتِ } من الملائكة { وٱلأَرْضِ } من الناس { إِلاَّ ٱللَّهُ } أي لكن الله تعالى يعلم غيب السماوات والأرض أما غيره فلا يعلم إلا ما علمه الله علام الغيوب . وقوله تعالى : { وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } أي وما يشعر أهل السماوات وأهل الأرض متى يبعث الأموات من قبورهم للحساب والجزاء وهذا كقوله تعالى في سورة الأعراف . { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَٰهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً } [ الآية : 187 ] . وقوله تعالى : { بَلِ ٱدَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ } قرئ ( بل أَدْرَكَ علمهم في الآخرة ) أي بلغ حقيقته يوم القيامة إذ يصبح الإِيمان بها الذي كان غيباً شهادة ولكن لا ينفع صاحبه يومئذ . وقرئ ( بل ادارك علمهم ) أي علم المشركين بالآخرة . أي تلاحق وأدرك بعضه بعضاً وهو أنه لا علم لهم بها بالمرة . ويؤيد هذا المعنى قوله تعالى : { بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ } أي لا يرون شيئاً من دلائلها ، ولا حقائقها بالمرة ويدل على هذا ما أخبر به تعالى عنهم من أنهم لا يؤمنون بالساعة بالمرة في قوله { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً وَآبَآؤُنَآ أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ } أي من قبورنا أحياء . والاستفهام للانكار الشديد ويؤكدون إنكارهم هذا بقولهم : { لَقَدْ وُعِدْنَا هَـٰذَا نَحْنُ وَآبَآؤُنَا مِن قَبْلُ } أي من قبل أن يعدنا محمد . { إِنْ هَـٰذَآ } أي الوعد بالبعث والجزاء { إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } أي أكاذيبهم وحكاياتهم التي يسطرونها في الكتب ويقرأونها على الناس . وقوله تعالى في آخر آية من هذا السياق [ 69 ] { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } أي قل لهم يا رسولنا سيروا في الأرض جنوباً أو شمالاً أو غرباً { فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ } أي أهلكناهم لما كذبوا بالبعث كما كذبتم ، فالقادر على خلقهم ثم إماتتهم قادر قطعاً على بعثهم وإِحيائهم لمحاسبتهم وجزائهم بكسبهم . فالبعث إذاً ضروري لا ينكره ذو عقل راجح أبداً . هداية الآيات : من هدية الآيات : 1 - حصر علم الغيب في الرب تبارك وتعالى . فمن ادعى أنه يعلم ما في غد فقد كذب . 2 - تساوي علم أهل السماء والأرض في الجهل بوقت قيام الساعة . 3 - المكذبون بيوم القيامة سيوقنون به في الآخرة ولكن لا ينفعهم ذلك . 4 - إهلاك الله الأمم المكذبة بالبعث بعد خلقهم ورزقهم دليل على قدرته تعالى على بعثهم لحسابهم وجزائهم .