Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 6-11)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : وإنك لتلقى : أي تلقنه وتحفظه وتعلمه . من لدن حكيم : أي من عند حكيم عليم وهو الله جل جلاله . آنست ناراً : أي أبصرت ناراً من بعد حصل لي بها بعض الأنس . سآتيكم منها بخبر : أي عن الطريق حيث ضلوا طريقهم إلى مصر في الصحراء . بشهاب قبس : أي بشعلة نار مقبوسة أي مأخوذة من أصلها . لعلكم تصطلون : أي تستدفئون . أن بورك من في النار : أي بارك الله جل جلاله من في النار وهو موسى عليه السلام إذ هو في البقعة المباركة التي نادى الله تعالى موسى منها . وسبحان الله رب العالمين : أي نزه الرب تعالى نفسه عما لا يليق بجلاله وكماله من صفات المحدثين . يا موسى إنه أنا الله : أي الحال والشأن أنا الله العزيز الحكيم الذي ناداك وباركك . تهتز كأنها جان : أي تتحرك بسرعة كأنها حية خفيفة السرعة . ولم يعقب : أي ولم يرجع إليها خوفاً وفزعاً منها . ثم بدل حسناً بعد سوء : أي تاب فعمل صالحاً بعد الذي حصل منه من السوء . معنى الآيات : ما زال السياق في تقرير النبوة المحمدية فقوله تعالى { وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى ٱلْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ } يخبر تعالى رسوله بأنّه يلَقّنُ القرآن ويحفظه ويعلمه من لدن حكيم في تدبيره عليم بخلقه وهو الله جل جلاله وعظم سلطانه . وقوله تعالى { إِذْ قَالَ مُوسَىٰ } اذكر لمنكري الوحي والمكذبين بنبوتك إذ قال موسى إلى آخر الحديث ، هل مثل هذا يكون بغير التلقي من الله تعالى . والجواب : لا إذاً فأنت رسول الله حقاً وصدقاً { إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لأَهْلِهِ } امرأته وأولاده { إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً } أي أبصرتها مستأنساً بها . { سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } أي تستدفئون إذ كانوا في ليلة شاتية باردة وقد ضلوا طريقهم . وقوله تعالى { فَلَمَّا جَآءَهَا } أي النار { نُودِيَ } أي ناداه ربه تعالى قائلاً : { أَن بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا } أي تقدس من في النار التي هي نور الله جل جلاله . وهو موسى عليه السلام ومن حولها من أرض القدس والشام ، والله أعلم بمراده من كلامه وإنا لنستغفره ونتوب إليه إن لم نوفق لمعرفة مراده من كلامه وخطابه فاغفر اللهم ذنبنا وارحم عجزنا وضعفنا إنك غفور رحيم ، وقوله تعالى { وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } نزه تعالى نفسه عما لا يليق بجلاله وكماله وقوله { يٰمُوسَىٰ إِنَّهُ أَنَا ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } أي الذي يناديك هو الله ذو الألوهية على خلقه العزيز الغالب الذي لا يحال بينه وبين مراده الحكيم في قضائه وتدبير وتصريف ملكه بعد أن عرفه بنفسه وأذهب عنه روع نفسه ، أمره أن يلقي العصا تمريناً له على استعمالها فقال { وَأَلْقِ عَصَاكَ } فألقاها فاهتزت كأنها جان أي حية خفيفة السرعة { فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ وَلَّىٰ مُدْبِراً } اي رجع القهقهرى فزعاً وخوفاً { وَلَمْ يُعَقِّبْ } أي لم يرجع إليها خوفاً منها فناداه ربه تعالى { يٰمُوسَىٰ لاَ تَخَفْ } من حية ولا من غيرها { إِنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ ٱلْمُرْسَلُونَ } { إِلاَّ مَن ظَلَمَ } أي نفسه باقتراف ذنب من الذنوب فهذا يخاف لكن إن هو تاب بعد الذنب ففعل حسنات بعد السيئات فإنه لا يخاف لأني غفور رحيم فأغفر له وارحمه . طمأن تعالى نفس موسى بهذا لأن موسى كان شاعراً بأنه أذنب بقتل القبطي قبل نبوته ورسالته ، وإن كان القتل خطأ إلا أنَّه تجب فيه الكفارة عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - تقرير النبوة المحمدية . 2 - مشروعية السفر بالأهل والولد وجواز خطأ الطريق حتى على الأنبياء والأذكياء . 3 - قيومية الرجل على النساء والأطفال . 4 - تجلي الرب تعالى لموسى في البقعة المباركة ومناجاته وتدريبه على العصا والسلاح الذي يقاوم به فرعون وملأه فيما بعد . 5 - الظلم يسبب الخوف والعقوبة إلا من تاب منه وأصلح فإن الله غفور رحيم .