Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 33-37)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : إني قتلت منهم نفساً : أي نفس القبطي الذي قتله خطأ قبل هجرته من مصر . أفصح مني لساناً : أي أبين مني قولاً . ردءاً : أي معيناً لي . سنشد عضدك بأخيك : أي ندعمك به ونقويك بأخيك هارون . ونجعل لكما سلطاناً : أي حجة قوية يكون لكما بها الغَلَبُ . فلا يصلون إليكم : أي بسوء . بآياتنا : أي اذهبا بآياتنا . فلما جاءهم موسى بآياتنا : أي العصا واليد وغيرهما من الآيات التسع . بينات : أي واضحات . سحر مفترى : أي مختلق مكذوب . عاقبة الدار : أي العاقبة المحمودة في الدار الآخرة . إنه لا يفلح الظالمون : أي المشركون الكافرون . معنى الآيات : لما كلف الله تعالى موسى بالذهاب إلى فرعون وحمله رسالته إليه قال موسى كالمشترط لنفسه { رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً } يريد نفس القبطي الذي قتله خطأ أيام كان شاباً بمصر { فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ } أي يقتلوني به إن لم أبين لهم وأفهمهم حجتي { وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً } أي أبين مني قولاً وأكثر إفهاماً لفرعون وملئه { فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً } أي عوناً { يُصَدِّقُنِي } أي يلخص قولي ويحرره لهم فيكون ذلك تصديقاً منه لي ، لا مجرد أني إذا قلت قال صدق موسى . وقوله { إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ } فيما جئتهم به . فأجابه الرب تعالى قائلاً { سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ } أي نقويك به ونعينك { وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً } أي برهاناً وحجة قوية يكون لكما الغلب بذلك . وقوله { فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا } أي بسوء أبداً وقوله { بِآيَاتِنَآ } أي اذهبا بآياتنا أو يكون لفظ بآياتنا متصلاً بسلطاناً أي سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً بآياتنا { أَنتُمَا وَمَنِ ٱتَّبَعَكُمَا ٱلْغَالِبُونَ } وعلى هذا فلا نحتاج إلى تقدير فاذهبا وقوله تعالى { فَلَمَّا جَآءَهُم مُّوسَىٰ بِآيَاتِنَا } العصا واليد وغيرهما { بَيِّنَاتٍ } أي واضحات { قَالُواْ مَا هَـٰذَآ } أي الذي جاء به موسى من الآيات { إِلاَّ سِحْرٌ مُّفْتَرًى } أي مكذوب مختلق { وَمَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا } أي الذي جئت به يا موسى في { آبَآئِنَا ٱلأَوَّلِينَ } أي في أيامهم وعلى عهدهم . وهنا رد موسى على فرعون بأحسن رد وهو ما أخبر تعالى به عنه بقوله : { وَقَالَ مُوسَىٰ رَبِّيۤ أَعْلَمُ بِمَن جَآءَ بِٱلْهُدَىٰ مِنْ عِندِهِ } أي من عند الرب تعالى { وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ ٱلدَّارِ } أي العاقبة المحمودة يوم القيامة ، ولم يقل له اسكت يا ضال يا كافر إنك من أهل النار بل تلطف معه غاية اللطف امتثالاً لأمر الله تعالى في قوله { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ } [ طه : 44 ] وقوله { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّالِمُونَ } أي الكافرون والمشركون بربهم هذا من جملة قول موسى لفرعون الذي تلطف فيه وألانه غاية اللين . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - بيان أن القصاص كان معروفاً معمولاً به عند أقدم الأمم ، وجاءت الحضارة الغربية فأنكرته فتجرأ الناس على سفك الدماء وإزهاق الأرواح بصورة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية ولذلك صح أن تسمى الخسارة البشرية بدل الحضارة الغربية . 2 - مشروعية طلب العون عند التكليف بما يشق ويصعب من المسؤولين المكلفين . 3 - مشروعية التلطف في خطاب الجبابرة وإلانة القول لهم ، بل هو مشروع مع كل من يدعى إلى الحق من أجل أن يتفهم القول ولا يُفِلقْ عليه بالإِغلاظ له .