Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 44-47)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : وما كنت بجانب الغربي : أي لم تكن يا رسولنا حاضراً بالجانب الغربي من موسى . إذ قضينا إلى موسى الأمر : أي بالرسالة إلى فرعون وقومه . وما كنت من الشاهدين : حتى تعلمه وتخبر به . ولكنا أنشأنا قروناً فتطاول عليهم العمر : أي غير أننا أنشأنا بعد موسى أمماً طالت أعمارهم فنسوا العهود واندرست العلوم وانقطع الوحي فجئنا بك رسولاً وأوحينا إليك خبر موسى وغيره . وما كنت ثاوياً في أهل مدين : أي ولم تكن يا رسولنا مقيماً في أهل مدين فتعرف قصتهم . وما كنت بجانب الطور إذ نادينا : أي لم تكن بجانب الطور أي جبل الطور إذ نادينا موسى وأوحينا إليه ما أوحينا حتى تخبر بذلك . ما أتاهم من نذير من قبلك : أي أهل مكة والعرب كافة . ولولا أن تصيبهم مصيبة الخ : أي فيقولوا لولا أي هلا أرسلت إلينا رسولاً لعاجلناهم بالعقوبة ولما أرسلناك إليهم رسولاً . معنى الآيات : بعد انتهاء قصص موسى مع فرعون وإنزال التوراة { بَصَآئِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } [ القصص : 43 ] وكان القصص كله شاهداً على نبوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم خاطب الله تعالى رسوله فقال : { وَمَا كُنتَ } أي حاضراً { بِجَانِبِ ٱلْغَرْبِيِّ } أي بالجبل الغربي من موسى { إِذْ قَضَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَى ٱلأَمْرَ } بإرساله رسولاً إلى فرعون وملئه { وَمَا كنتَ مِنَ ٱلشَّاهِدِينَ } أي الحاضرين إذاً فكيف علمت هذا وتتحدث به لولا أنك رسول حق ؟ ! وقوله : { وَلَكِنَّآ أَنشَأْنَا قُرُوناً } أي أمماً بعد موسى { فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ ٱلْعُمُرُ } أي طالت بهم الحياة وامتدت فنسوا العهود واندرست العلوم الشرعية وانقطع الوحي فجئنا بك رسولاً وأوحينا إليك خبر موسى وغيره وقوله : { وَمَا كُنتَ ثَاوِياً } أي مقيماً { فِيۤ أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا } فكيف عرفت حديثهم وعرفت إقامة موسى بينهم عشر سنين لولا إنك رسول حق يوحى إليك نبأ الأولين وهو معنى قوله تعالى { وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } فأرسلناك رسولاً وأوحينا إليك أخبار الغابرين . وقوله : { وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ } أي جبل الطور { إِذْ نَادَيْنَا } موسى وأمرناه بما أمرناه وأخبرناه بما أخبرنا به ، فكيف عرفت ذلك وأخبرت به لولا أنك رسول حق يوحى إليك . قوله تعالى { وَلَـٰكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ } أي أرسلناك رحمة من ربك للعالمين { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ } وهم أهل مكة والعرب أجمعون { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } أي كىْ يتعظوا فيؤمنوا ويهتدوا فينجوا ويسعدوا . وقوله تعالى : { وَلَوْلاۤ أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ } أي عقوبة { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } أي من الشرك والمعاصي { فَيَقُولُواْ رَبَّنَا لَوْلاۤ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً } أي هلا أرسلت إلينا رسولاً { فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي لولا قولهم هذا لعاجلناهم بالعذاب ولما أرسلناك إليهم رسولاً إذاً فما لهم لا يؤمنون ويشكرون ؟ ؟ ! هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - تقرير النبوة المحمدية بأقوى الأدلة العقلية . 2 - بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم جاءت في أوانها واشتداد الحاجة إليها . 3 - البعثة المحمدية كانت عبارة عن رحمة إلهية رحم الله بها العالمين . 4 - جواب { لَوْلاۤ } في قوله { وَلَوْلاۤ أَن تُصِيبَهُم } . محذوف وقد ذكرناه وهو لعاجلناهم بالعقوبة ولما أرسلناك إليهم رسولاً .