Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 71-75)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : أرأيتم : أي أخبروني . سرمداً : أي دائماً ، ليلاً واحداً متصلاً لا يعقبه نهار . بضياء : أي ضوء كضوء النهار . بليل تسكنون فيه : أي تنامون فتسكن جوارحكم فتستريح من تعب الحياة . لتسكنوا فيه : أي في الليل . ولتبتغوا من فضله : أي تطلبوا الرزق من فضل الله في النهار . ولعلكم تشكرون : أي كي تشكروا ربكم بطاعته كالصلاة والصيام والصدقة . ونزعنا من كل أمة شهيداً : أي أحضرنا من كل أمة من يشهد عليها وهو نبيها عليه السلام . فقلنا هاتوا برهانكم : أي حججكم على صحة الشرك الذي أنذرتكم رسلنا عواقبه فما قبلتم النذارة ولا البشارة . فعلموا أن الحق لله : أي تبين لهم أن العبادة والدين الحق لله لا لسواه . وضل عنهم ما كانوا يفترون : أي وغاب عنهم ما كانوا يكذبونه من الأقوال الباطلة التي كانوا يردون بها على الرسل عليهم السلام . معنى الآيات : ما زال السياق الكريم في تقرير التوحيد وإبطال التنديد وهو حول أنداد لله تعالى من مخلوقاته فقال تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، قل لهؤلاء المشركين الذين جعلوا لله أنداداً وهو خالقهم ورازقهم ومدبر أمر حياتهم { أَرَأَيْتُمْ } أي أخبروني { إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلْلَّيْلَ سَرْمَداً } أي دائماً ليلاً واحداً متصلاً لا يعقبه نهار { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } أخبروني هل هناك { إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ } كضياء النهار ، والجواب لا أحد وإذاً فكيف تشركون به اصناماً . { أَفَلاَ تَسْمَعُونَ } ما يقال لكم . وقل لهم أيضاً { أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمُ ٱلنَّهَارَ سَرْمَداً } أي دائماً متصلاً لا يخلفه ليل أبداً { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } إلى إنقراض هذا الكون وانتهاء هذه الحياة وقيام الناس لربهم من قبورهم يوم القيامة { مَنْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ ٱللَّهِ } أي أيُّ إله غير الله { يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ } فتخلدون إلى الراحة بالنوم والسكون وعدم الحركة فيه ، وإذا قلتم لا أحد يأتينا بليل نسكن فيه إذاً فما لكم لا تبصرون هذه الآيات ولا تسمعون ما تحمله من الأدلة والحجج القواطع القاضية بأنه لا إله إلا الله ، ولا معبود بحق سواه . وقوله تعالى : { وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ } إذ ليس واجباً عليه ذلك وإنما هو فضل منه ورحمة فالليل تسكنون فيه والنهار تتحركون فتبتغون رزقكم من فضل الله ، وبذلك تهيؤون للشكر إذا أكلتم أو شربتم أو ركبتم أو نزلتم قلتم الحمد لله ، والحمد لله رأس الشكر ، كما أن الليل والنهار ظرف للعبادة التي هي الشكر ، فالعبادات لا تقع إلا في الليل والنهار ، فالصيام في النهار والقيام بالليل والصلاة والصدقات فيهما . وقوله تعالى : { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ } أي اذكر يا رسولنا لهم تنبيهاً وتعليماً يوم يناديهم الرب تبارك وتعالى فيقول لهم : { أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } أنهم شركاء لي فعبدتموهم ، وهل يرجى أن يجيبوا لا ، لا ، وإنما هذا السؤال ونظائره هو سؤال تبكيت وتأنيب وتوبيخ وهو نوع من العذاب النفسي الذي هو أشد من العذاب الجسمي . وقوله تعالى : { وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً } أي وأذكر لهم هذا الموقف من مواقف القيامة الصعبة { وَنَزَعْنَا } أي أحضرنا { مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً } يشهد عليها وهو نبيها ، ويشهد الرسول أنه بلغ ونصح وأنذر ، ويقال لهم : { هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ } على صحة ما كنتم تعبدون وتدعون . قال تعالى : { فَعَلِمُوۤاْ أَنَّ ٱلْحَقَّ لِلَّهِ } أي تبين لهم أن الحق لله أي أن الدين الحق لله فهو المستحق لتأليه المؤلهين وطاعة المطيعين وقربات المتقربين لا إله غيره ولا رب سواه . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - إشارة علمية إلى أن السماع يكون مع السكون وقلة الضجيج ، وأن الإِبصار يكون مع الضوء ، ولا يتم مع الظلام بحال من الأحوال . 2 - البرهنة القوية على وجوب توحيد الله إذ لا رب يدبر الكون سواه . 3 - كون النهار والليل ظرفان للسكون وطلب العيش هما من رحمة الله تعالى أمر يقتضي شكر الله تعالى بحمده والاعتراف بنعمته وطاعته بصرف النعمة فيما يرضيه ولا يسخطه . 4 - بيان أهوال القيامة ، بذكر بعض المواقف الصعبة فيها . 5 - إذا كان يوم القيامة بطل كل كذب وقول ولم يبق إلا قول الحق والصدق .