Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 28-30)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : ولوطاً إذا قال لقومه : أي واذكر إذ قال لوط بن هاران لقومه أهل سَدُوم . أئنكم لتأتون الفاحشة : أي الخصلة القبيحة وهي إتيان الذكران في أدبارهم . ما سبقكم بها من أحدٍ : أي لم تعرف البشرية قبل قوم لوط إتيان الذكران في أدبارهم . وتقطعون السبيل : أي باعتدائكم على المارة في سبيل فامتنع الناس من المرور خوفاً منكم . وتأتون في ناديكم المنكر : أي مجالس أحاديثكم تأتون المنكر كالضراط وحل الإِزار والفاحشة أي اللواط . فما كان جواب قومه : أي إلا قولهم أئتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين . معنى الآيات : هذا بداية قصص لوط عليه السلام مع قومه أهل سَدُوم وعموريّة والغرض من سياقه تقرير النبوة المحمدية إذ مثل هذه القصص لا يتم لأحد إلاَّ من طريق الوحي ، وتسلية الرسول من أجل ما يلاقي من عناد المشركين ومطالبتهم بالآيات والعذاب قال تعالى : واذكر يا رسولنا لقومك لوطاً { وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ } وهي الفعلة القبيحة ويزيدها قبحاً أن الناس قبل قوم لوط لم تحدث فيهم هذه الخصلة ولم يعرفها أحد من العالمين ، ثم واصل لوط إنكاره وتشنيعه عليهم فيقول : { أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ ٱلرِّجَالَ } أي في أدبارهم { وَتَقْطَعُونَ ٱلسَّبِيلَ } وذلك أنهم كانوا يعتدون على المارة بعمل الفاحشة معهم قسراً وبسلب أموالهم وبذلك امتنع الناس من المرور فانقطعت السبيل ، كما أنهم بإتيانهم الذكران عطلوا النسل بقطع سبيل الولادة ، وزاد لوط في تأنيبهم والإِنكار عليهم والتوبيخ لهم فقال { وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ ٱلْمُنْكَرَ } والنادي محل اجتماعهم وتحدثهم وإتيان المنكر فيه كان بارتكاب الفاحشة مع بعضهم بعضاً ، وبالتضارط فيه ، وحل الإِزار ، والقذف بالحصى وما إلى ذلك مما يؤثر عنهم من سوء وقبح . قال تعالى : { فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ } بعد أن أنبهم ووبخهم ناهيا لهم عن مثل هذه الفواحش { إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱئْتِنَا بِعَذَابِ ٱللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } أي ما كان جوابهم إلا المطالبة بعذاب الله ، وهذه طريقة الغلاة المفسدين والظلمة المتكبرين ، إذا أعيتهم الحجج لجأوا إلى القوة يستعملونها أو يطالبون بها . وقوله تعالى : { قَالَ رَبِّ ٱنصُرْنِي عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْمُفْسِدِينَ } أي لما طالبوه بالعذاب ، وقد أعياه أمرهم لجأ إلى ربه يطلب نصره على قومه الذين كانوا شر قوم وجدوا على وجه الأرض واستجاب الله تعالى له ونصره وسيأتي بيان ذلك في الآيات بعد . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - تقرير النبوة المحمدية بذكر قصص لا يتم إلا عن طريق الوحي . 2 - تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل ما يعاني من المشركين من كفر وعناد ومطالبة بالعذاب . 3 - قبح الفاحشة وحرمتها وأسوأها فاحشة اللواط . 4 - وجوب إقامة الحد على اللوطيّ الفاعل والمفعول لأن الله تعالى سماها فاحشة وسمى الزنا فاحشة ووضع حداً للزنى فاللوطية تقاس عليه ، وقد صرحت السنة بذلك فلا حاجة إلى القياس . 5 - التحذير من العبث والباطل قولاً أو عملاً وخاصة في الأندية والمجتمعات .