Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 15-17)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : أؤنبئكُمْ : أخبركم بنبأ عظيم لأن النبأ لا يكون إلا بالأمر العظيم . بخير من ذلكم : أي المذكور في الآية السابقة من النساء والبنين الخ . اتقوا : خافوا ربهم فتركوا الشرك به ومعصيته ومعصية رسوله . من تحتها الأنهار : من خلال قصورها وأشجارها أنهار الماء ، وأنهار اللبن وأنهار العسل وأنهار الخمر . خالدين فيها أبدا : مقيمين فيها إقامة لا يرحلون بعدها أبدا . أزواج مطهرة : زوجات هي الحور العين نقيات من دم الحيض والبول وكلِّ أذى وقدر . الصابرين : على الطاعات لا يفارقونها وعلى المكروه لا يتسخطون ، وعن المعاصي لا يقارفونها . الصادقين : في إيمانهم وأقوالهم وأعمالهم . القانتين : العابدين المحسنين الداعين الضارعين . والمنفقين : المؤدين الزكاة والمتصدقين بفضول أموالهم . المستغفرين بالأسحار : السائلين ربهم المغفرة في آخر الليل وقت السحور . معنى الآيات : لما بيّن تعالى ما زينه للناس من حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة إلى آخر ما ذكر تعالى ، وبين أن حسن المآب عنده سبحانه وتعالى فلْيُطْلَبْ منه بالإيمان والصالحات أمر رسوله أن يقول للناس كافة أؤنبئكم بخير من ذلكم المذكور لكم . وبينه بقوله : { لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ … } وهو رضاه عز وجل عنهم وهو أكبر من النعيم المذكور قبله قال تعالى في آية أخرى : { وَرِضْوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ أَكْبَرُ … } [ التوبة : 72 ] . ثم أخبر تعالى أنه بصير بعباده يعلم المؤمن الصادق والمنافق الكاذب ، والعامل المحسن والعامل المسيىء وسيجزى كلا بعدله وفضله ، ثم ذكر صفات المتقين التي ورثوا بها ما وصف من النعيم فقال : { ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ إِنَّنَآ آمَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ } فذكر صفة الإيمان والخشية والضراعة والدعاء لهم ثم ذكر باقي الصفات الكمالية فقال : { ٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْمُنْفِقِينَ وَٱلْمُسْتَغْفِرِينَ بِٱلأَسْحَارِ } ، يهجدون آخر الليل وقبيل طلوع الفجر يكثرون من الإستغفار وهو طلب المغفرة . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - نعيم الآخرة خير من نعيم الدنيا مهما كان . 2 - نعيم الآخرة خاصّ بالمتقين الأبرار ، ونعيم الدنيا غالباً ما يكون للفجَّار . 3 - التقوى وهي ترك الشرك والمعاصي هي العالم الوراثي لدار السلام . 4 - استحباب الضراعة والدعاء والإستغفار في آخر الليل . 5 - الصفات المذكورة لأهل التقوى هنا كلها واجبة في الجملة لا يحِلُّ أن لا يتصف بها مؤمن ولا مؤمنة في الحياة .