Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 161-164)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : أن يغلَّ : أي يأخذ من الغنيمة خفية ، إذ الغلُّ والغلول بمعنى السرقة من الغنائم قبل قسمتها . توفى : تجزى ما كسبته في الدنيا وافياً تاماً يوم القيامة . رضوان الله : المراد به ما يوجب رضوانه من الإِيمان والصدق والجهاد . وسخط الله : غضبه الشديد على الفاسقين عن أمره المؤذين لرسوله صلى الله عليه وسلم . مَنَّ : أنعم وتفضل . رسولا من أنفسهم : هو محمد صلى الله عليه وسلم . يزكيهم : بما يرشدهم إليه من الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة والآداب العالية . الحكمة : كل قول صالح نافع أبداً ومنه السنة النبوية . معنى الآيات : الغل والغلول والأغلال بمعنى واحد وهو أخذ المرء شيئاً من الغنائم قبل قسمتها وما دام السياق في غزوة أحد فالمناسبة قائمة بين الآيات السابقة وهذه ، ففي الآية الأولى [ 161 ] ينفي تعالى أن يكون من شأن الأنبياء أو مما يتأتى صدوره عنهم الإِغلال وضمن تلك أن أتباع الأنبياء يحرم عليهم أن يغلوا ، ولذا قرىء في السبع أن يُغَل بضم الياء وفتح الغين أي يفعله اتباعه بأخذهم من الغنائم بدون إذنه . هذا معنى قوله تعالى : { وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ } ثم ذكر تعالى جزاء وعقوبة من يفعل وقال : { وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } فأخبرهم تعالى أن من أغل شيئاً يأت به يوم القيامة يحمله حتى البقرة والشاة كما يُبِينَ ذلك في الحديث ، ثم يحاسب عليه كغيره ويجزى به ، كما تجزى كل نفس بما كسبت من خير أو شر ولا تظلم نفس شيئاً لغنى الرب تعالى عن الظلم وعدله . هذا مضمون الآية الأولى أما الثانية [ 162 ] ينفي تعالى أن تكون حال المتبع لرضوان الله تعالى بالإِيمان به ورسوله وطاعتهما بفعل الأمر واجتناب النهي ، كحال المتبع لسخط الله تعالى بتكذيبه تعالى وتكذيب رسوله ومعصيتهما بترك الواجبات وفعل المحرمات فكانت جهنم مأواه ، وبئس المصير جهنم . هذا معنى قوله تعالى : { أَفَمَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوَانَ ٱللَّهِ كَمَن بَآءَ بِسَخَطٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } ثم ذكر تعالى أن كلاً من أهل الرضوان ، وأصحاب السخط متفاوتون في درجاتهم عند الله ، بحسب أثر أعمالهم في نفوسهم قوة وضعفاً فقال : { هُمْ دَرَجَٰتٌ عِندَ ٱللَّهِ وٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ } ، فدل ذلك على عدالة العليم الحكيم . هذا ما دلت عليه الآية [ 163 ] أما الآية الآخيرة [ 164 ] فقد تضمنت امتنان الله تعالى على المؤمنين من العرب ببعثه رسوله فيهم ، يتلو عليهم آيات الله فيؤمنون ويكملون في إيمانهم ويزكيهم من أوضار الشرك وظلمة الكفر بما يهديهم به ، ويدعوهم إليه من الإِيمان وصالح الأعمال وفاضل الأخلاق وسامي الآداب ، ويعلمهم الكتاب المتضمن للشرائع والهدايات والحكمة التي هي فهم أسرار الكتاب ، والسنة ، وتتجلى هذه النعمة أكثر لمن يذكر حال العرب في جاهليتهم قبل هذه النعمة العظيمة عليهم هذا معنى قوله تعالى في الآية الأخيرة : { لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ } . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - تحريم الغلول وأنه من كبائر الذنوب . 2 - طلب رضوان الله واجب ، وتجنب سخطه واجب كذلك ، والأول يكون بالإِيمان وصالح الأعمال والثاني يكون بترك الشرك والمعاصي . 3 - الإسلام أكبر نعمة وأجلها على المسلمين فيجب شكرها بالعمل به والتقيد بشرائعه وأحكامه . 4 - فضل العلم بالكتاب والسنة .