Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 181-184)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : عذاب الحريق : هو عذاب النار المحرقة تحرق أجسادهم . ذلك بما قدمت أيديهم : أي ذلك العذاب بسبب ما قدمته أيديكم من الجرائم . عهد إلينا : أمرنا ووصانا في كتابنا ( التوراة ) . أن لا نؤمن لرسول : أي لا نتابعه ، على ما جاء به ولا نصدقه في نبوته . بقربان تأكله النار : القربان : ما يتقرب به إلى الله تعالى من حيوان وغيره يوضع في مكان فتنزل عليه نار بيضاء من السماء فتحرقه . البينات : الآيات والمعجزات . وبالذي قلتم : أي من القربان . فلم قتلتموهم : الاستفهام للتوبيخ ، وممن قتلوا من الأنبياء زكريا ويحيى عليهما السلام . الزبر : جمع زبور وهو الكتاب كصحف إبراهيم . الكتاب المنير : الواضح البين كالتوراة والزبور والإِنجيل . معنى الآيات : لما نزل قول الله تعالى : { مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَٰعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَٱللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [ البقرة : 245 ، الحديد : 11 ] ودخل أبو بكر الصديق رضي الله عنه بيت ( المدراس ) واليهود به وهم يستمعون لأكبر علمائهم وأجل أحبارهم فنحاص فدعاه أبو بكر إلى الإِسلام . فقال فنحاص : إن رباً يستقرض نحن أغنى منه ! ينهانا صاحبك عن الربا ويقبله فغضب أبو بكر رضي الله عنه وضرب اليهودي فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا أبا بكر فسأل الرسول أبا بكر قائلا : " ما حملك على ما صنعت " ؟ فقال إنه قال : إن الله فقير ونحن أغنياء فأنكر اليهودي فأنزل الله تعالى الآية { لَّقَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ ٱلأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ } ، أي نكتبه أيضا ، ونقول لهم : { ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } ، وقولنا ذلك بسبب ما قدمته أيديكم من الشر والفساد ، وأن الله ليس بظلام للعبيد ، فلم يكن جزاؤكم مجافيا للعدل ولا مباعدا له أبداً لتنزه الرب تعالى عن الظلم لعباده هذا ما تضمنته الآية الأولى [ 181 ] { لَّقَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ ٱلأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } والآية الثانية [ 182 ] { ذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ } وأما الآية الثالثة [ 183 ] وهي قوله تعالى : { ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ ٱلنَّارُ قُلْ قَدْ جَآءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِٱلْبَيِّنَاتِ وَبِٱلَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } ؟ فقد تضمنت دعوى يهودية كاذبة باطلة لا صحة لها البتة ، والرد عليها فالدعوى هي قولهم إنّ الله قد أمرنا موصياً لنا أن لا نؤمن لرسول فنصدقه ونتابعه على ما جاء به ، حتى يأتينا بقربان تأكله النار ، يريدون صدقة من حيوان أو غيره توضع أمامهم فتنزل عليها نار من السماء فتحرقها فذلك آية نبوته ، وأنت يا محمد ما اتيتنا بذلك فلا نؤمن بك ولا نتابعك على دينك ، وأما الرد فهو قول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم قل يا رسولنا : { قَدْ جَآءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِٱلْبَيِّنَاتِ } وهي المعجزات ، { وَبِٱلَّذِي قُلْتُمْ } وهو قربان تأكله النار فلم قتلتموهم ، إذ قتلوا زكريا ويحيى وحاولوا قتل عيسى ، إن كنتم صادقين في دعواكم ؟ وأما الآية الرابعة [ 184 ] فإنها تحمل العزاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول له ربه تعالى : { فَإِن كَذَّبُوكَ } فلم يؤمنوا بك ، فلا تحزن ولا تأسى لأنك لست وحدك الذي كُذبت ، فقد كذبت رسل كثر كرام ، جاءوا أقوامهم بالبينات أي المعجزات ، وبالزبر ، والكتاب المنير كالتوراة والإِنجيل وصحف إبراهيم وكذبتهم أممهم كما كذبك هؤلاء اليهود والمشركون معهم فاصبر ولا تحزن . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - كفر اليهود وسوء أدبهم مع الله تعالى ومع أنبيائهم ومع الناس أجمعين . 2 - تقرير جريمة قتل اليهود للأنبياء وهي من أبشع الجرائم . 3 - بيان كذب اليهود في دعواهم أن الله عهد إليهم أن لا يؤمنوا بالرسول حتى يأتيهم بقربان تأكله النار . 4 - تعزية الرسول صلى الله عليه وسلم وحمله على الصبر والثبات أمام ترهات اليهود وأباطيلهم .