Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 28-30)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : لا يتخذ : لا يجعل . أولياء : جمع وليّ يتولّونهم بالنصر والمحبة والتأييد . فليس من الله في شيء : أي بريء الله تعالى منه ، ومن برىء الله منه هلك . تقاة : وقاية باللسان وهي الكلمة الملينة للجانب ، المبعدة للبغضاء . محضراً : حاضراً يوم القيامة . أمداً بعيداً : مدىً وغاية بعيدة . ويحذركم الله نفسه : أي يخوفكم عقابه إن عصيتموه . معنى الآيات : ينهى تعالى عباده المؤمنين عن اتخاذهم الكافرين أولياء من دون المؤمنين أي أعواناً وأنصاراً يبادلونهم المحبة والمناصرة على إخوانهم المؤمنين ، وأعلمهم تعالى أن من يفعل ذلك فقد برىء الله تعالى منه وذلك لكفره ورَّدته حيث والى أعداء الله وعادى أولياءه ، فقال تعالى { لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيْءٍ } أي برىء الله تعالى منه وانقطعت صلته وانبتَّ حبل الولاية بينه وبين الله تعالى ، ويا هلاكه ثم رخص تعالى للمؤمنين المستضعفين الذين يعيشون تحت سلطان الكافرين في أن يعطوهم حلاوة لسانهم دون قلوبهم وأعمالهم فيتقون بذلك شرهم وأذاهم ، وذلك بكلمة المصانعة والمجاملة قال تعالى : { إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـٰةً … } ولما كان أمر البراء والولاء ذا خطر عظيم قال تعالى : { وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ } أي في أن تتخذوا أعداءه أولياء ضد أوليائه وأخبرهم أن المصير إليه لا إلى غيره فليحذر العصاة من وقوفهم بين يدي الله فقال : { وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ } . هذا ما تضمنته الآية الأولى [ 28 ] وأما الآية الثانية [ 29 ] فقد أمر تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للناس مؤمنهم وكافرهم { … إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ … } من حب أو بغض ، من رضىً أو سخط فلا تنطقوا به ولا تظهروه بحال من الأحوال ، أو أن تظهروه بقول أو عمل أو حال فإنه تعالى يعلمه ويعلم ما في السماوات وما في الأرض ، ويحاسب به ويجزي عليه وهو على كل شيء قدير . ألا فليراقب الله العاقل وليتقه ، فلا يقدم على معاصيه ، وخاصة موالاة أعدائه على أوليائه . وأما الآية الثالثة [ 30 ] { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ … } ففيها يذكر تعالى عباده بيوم القيامة ليقصروا عن الشر ويرعَوُوا من الظلم والفساد فيقول أذكروا يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً أي حاضراً تجزى به ، وما عملت من سوء وشر حاضراً أيضاً ويسوءها مرآه فتود بكل قلبها لو أن بينها وبينه غاية من المسافة لا تدرك وينهي تعالى تذكيره وإرشاده سبحانه وتعالى قوله { وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ } مؤكداً التحذير الأول به ، ويختم الآية بقوله والله رؤوف بالعباد ، ونعم ما ختم به إذ لولاه لطارت قلوب العالمين فزعاً وخوفاً فذو الرأفة بعباده لا يُوأس من رحمته . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - حرمة موالاة الكافرين مطلقاً . 2 - مولاة الكافرين على المؤمنين ردة وكفر وبراءة من الله تعالى . 3 - جواز التقيّة في حال ضعف المؤمنين وقوة الكافرين . 4 - وجوب الحذر من عذاب الله تعالى وذلك بطاعته تعالى . 5 - خطورة الموقف يوم القيامة ووجوب الاستعداد له بالإِيمان والتقوى .