Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 79-80)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : ما كان لبشر : لم يكن من شأن الإِنسان الذي يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة . الكتاب والحكم والنبوة : الكتاب : وحي الله المكتوب والحكم : بمعنى الحكمة وهي الفقه في أسرار الشرع ، والنّبُوة : ما يشرّف الله تعالى به عبده من إنبائه بالغيب وتكليمه بالوحي . ربانيين : جمع ربّاني : من ينسب إلى الربّ لكثرة عبادته وغزارة علمه ، أو إلى الربان وهو الذي يربّ الناس فيصلح أمورهم ويقوم عليها . أرباباً : جمع ربّ بمعنى السيد المعبود . أيأمركم بالكفر : الإِستفهام للإِنكار ، والكفر هنا الردة عن الإِسلام . معنى الآيتين : ما زال السياق في الرد على أهل الكتاب وفي هذه الآية [ 79 ] الرد على وفد نصارى نجران خاصة وهم الذين يؤلهون المسيح عليه السلام . قال تعالى : ليس من شأن أي إنسان يعطيه الله الكتاب أي ينزل عليه كتاباً ويعطيه الحكم فيه وهو الفهم والفقه في أسراره ويشرفه بالنبوة فيوحي إليه ، ويجعله في زمرة أنبيائه ، ثم هو يدعو الناس إلى عبادة نفسه فيقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله . إن هذا ما كان ولن يكون أبداً . ولا مما هو متصور الوقوع أيضا فما لكم أنتم يا معشر النصارى تعتقدون هذا في المسيح عليه السلام ؟ إن مَنْ أوتي مثل هذا الكمال لا يقول للناس كونوا عباداً لي ولكن يقول لهم كونوا ربانيين تصلحون الناس وتهدونهم إلى ربهم ليكملوا بطاعته ويسعدوا عليها ، وذلك بتعليمهم الكتاب وتدريسه ودراسته . هذا معنى الآية [ 79 ] أما الآية [ 80 ] فإن الله تعالى يخبر عن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم أنه لا يأمر الناس بعبادة غير ربّه تعالى سواء كان ذلك الغير ملكاً مكرماً أو نبيّاً مرسلا ، وينكر على من نسبوا ذلك إليه صلى الله عليه وسلم فيقول : { أَيَأْمُرُكُم بِٱلْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ } فهذا لا يصح منه ولا يصدر عنه بحال . هداية الآيتين من هداية الآيتين : 1 - لم يكن من الممكن لمن آتاه الله الكتاب والحكمة وشرفه بالنبوة أن يدعو الناس لعبادة نفسه فضلاً عن عبادة غيره . 2 - سادات الناس هم الربانيون الذين يربون الناس بالعلم والحكمة فيصلحونهم ويهدونهم . 3 - عظماء الناس من يعلمون الناس الخير ويهدونهم إليه . 4 - السجود لغير الله تعالى كفر لما ورد أن الآية نزلت رداً على من أرادوا أن يسجدوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تعالى : { أَيَأْمُرُكُم بِٱلْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ } ؟ !