Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 11-16)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : ثم إليه ترجعون : أي بعد إعادة الخلق وبعث الناس . يُبلس المجرمون : أي ييأسوا من النَّجاة وتنقطع حجتهم فلا يتكلمون . وكانوا بشركائهم كافرين : أي يتبرَّءون منهم ولا يعترفون بهم . يتفرَّقون : أي ينقسمون إلى سعداء أصحاب الجنة وأشقياء أصحاب النار . في روضة يحبرون : أي في روضة من رياض الجنة يُسرَّون ويفرحون . في العذاب محضرون : أي مُدخلون فيه لا يخرجون منه . معنى الآيات : ما زال السياق الكريم في تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر الأدلة وعرض صور حية صادقة لما يتم بعد البعث من جزاء ، فقوله تعالى { ٱللَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } إعلان واضح صريح قاطع للشك مزيلٌ للَّبس بأن الله ربُّ السماوات والأرض وما بينهما هو الذي بدأ الخلق فخلق ما شاء ثم يميته ثم يعيده ، وإليه لا إلى غيره ترجع الخليقة كلها راضية أو ساخطة محبّة أو كارهة ، هكذا قرر تعالى عقيدة البعث والجزاء مُدلِّلاً عليها بأقوى دليل وهو وجوده تعالى وقدرته التي لا تُحد وعلمه الذي أحاط بكل شيء وحكمته التي لا يخلو منها عمل ، فقال { ٱللَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } . وقوله عز وجل في الآية الثانية عشر [ 12 ] { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبْلِسُ ٱلْمُجْرِمُونَ } هذا عرض لما بعد البعث فذكر أنه لمَّا تقوم الساعة ويُبعث الناس يُبلس المجرمون أي ييأسون من الرحمة وينقطعون عن الكلام لعدم وجود حجة يحتجون بها . وقوله { وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ مِّن شُرَكَآئِهِمْ شُفَعَاءُ } أي ولم يكن لهم من يشفع لهم من شركائهم الذين عبدوهم بحجة أنهم يشفعون لهم عند الله ، فأيسوا من شفاعتهم وكفروا بهم أيضاً أي أنكروا أنهم كانوا يعبدونهم خوفا من زيادة العذاب . هذه حال المجرمين الذين أجرموا على أنفسهم بالشرك والمعاصي ، الحامل عليها تكذيبهم بآيات الله ولقائه . وقوله تعالى { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ } هذا عرض آخر يخبر تعالى أنه إذا قامت الساعة تفرق الناس على أنفسهم فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير ، وبين ذلك مقرونا بعلله فقال : { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } أي صدَّقوا بالله ربّاً وإلهاً وبمحمد رسولاً وبالإِسلام دينا لا دين يقبل غيره وبالبعث والجزاء حقاً . { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } أي عبدوا الله تعالى بما شرع لهم من العبادات إذ الصالحات هي المشروع من الطاعات القولية والفعلية فهؤلاء المؤمنون العاملون للصالحات { فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ } من رياض الجنة { يُحْبَرُونَ } أي يُسرُّون ويفرحون بما لاقُوه من الرضوان والنعيم المقيم ، وذلك بفضل الله تعالى عليهم وبما هداهم إليه من الإِيمان ، وما وفقهم إليه من عمل الصالحات . وقوله : { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ فَأُوْلَـٰئِكَ فِي ٱلْعَذَابِ مُحْضَرُونَ } فقد أخبر عن جزائهم مقروناً بعلة ذلك الجزاء وهو الكفر بتوحيد الله تعالى ، والتكذيب بالآيات القرآنية وما تحمله من حجج وشرائع وأحكام ، وبلقاء الآخرة وهو لقاء الله تعالى بعد البعث للحساب والجزاء ، فجزاؤهم أن يحضروا في العذاب دائماً وأبداً لا يغيبون عنه ، ولا يفتر عنهم ، وهم فيه خالدون . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 ) تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر الأدلة وعرض مشاهد القيامة . 2 ) تقرير عقيدة أن لا شفاعة لمشرك ولا كافر يوم القيامة ، وبطلان ما يعتقده المبطلون من وجود من يشفع لأهل الشرك والكفر . 3 ) تقرير مبدأ السعادة والشقاء يوم القيامة فأهل الإِيمان والتقوى في روضة يحبرون ، وأهل الشرك والمعاصي في العذاب محضرون .