Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 38-40)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : فآت ذا القربى حقه : أي أعط ذا القرابة حقه من البر والصلة . والمسكين : أي المعدم الذي لا مال له أعطه حقه في الطعام والشراب والكساء . وابن السبيل : أي أعط ابن السبيل أي المسافر حقه في الإِيواء والطعام . ذلك خير : أي ذلك الإنفاق خير من عدمه للذين يريدون وجه الله تعالى إذ يثيبهم ربهم أحسن ثواب . وما آتيتم من رباً : أي من هدية أو هبة وسميت رباً لأنهم يقصدون بها زيادة أموالهم . ليربوا في أموال الناس : أي ليكثر بسبب ما يرده عليكم من أهديتموه القليل ليرد عليكم الكثير . فلا يربوا عند الله : أي لا يباركه الله ولا يضاعف أجره . فأولئك هم المضعفون : أي الذين يؤتون أموالهم صدقة يريدون بها وجه الله فهؤلاء الذين يضاعف لهم الأجر أضعافاً مضاعفة . هل من شركائكم : أي من أصنامكم التي تعبدونها . من يفعل من ذلكم من شيء : والجواب لا أحد ، إذاً بطلت ألوهيتها وحرمت عبادتها . سبحانه وتعالى عما يشركون : أي تنزه الرب عن الشرك وتعالى عن المشركين . معنى الآيات : لما بيّن تعالى في الآية السابقة لهذه أنه يبسط الرزق لمن يشاء امتحاناً ويقدر على من يشاء ابتلاء أمر رسوله وامته التابعة له بإِيتاء ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ، إذ منع الحقوق الواجبة لا يزيد في سعة الرزق ولا في تضييقه ، إذ توسعة الرزق وتضييقه مرده إلى تدبير الله تعالى الحكيم العليم هذا ما دل عليه قوله تعالى { فَآتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ } أي من البر والصلة { وَٱلْمِسْكِينَ } وهو من لا يملك قوته { وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ } وهو المسافر ينزل البلد لا يعرف فيها أحداً ، وحقهما : إيواءهما وإطعامهما وكسوتهما وقوله تعالى { ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ } أي ذلك الإِيتاء من الحقوق خير حالا ومآلا للذين يريدون وجه الله تعالى وما عنده من ثواب . وقوله : { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } أي الفائزون بالنجاة من العذاب في الدنيا والآخرة ، وبدخول الجنة يوم القيامة وقوله تعالى : { وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن رِّباً لِّيَرْبُوَاْ فِي أَمْوَالِ ٱلنَّاسِ فَلاَ يَرْبُواْ عِندَ ٱللَّهِ } أي وما أعطيتم من هبات وهدايا تريدون بها أن يُردَّ عليكم بأكثر مما أعطيتم فهذا العطاء لا يربوا عند الله ولا يضاعف أجره بل ولا يؤجر عليه وقوله : { وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن زَكَاةٍ } أي صدقات تريدون بها وجه الله ليرضى عنكم ويغفر لكم ويرحمكم ، { فَأُوْلَـٰئِكَ } أي هؤلاء الذين ينفقون ابتغاء وجه الله { هُمُ ٱلْمُضْعِفُونَ } أي الذين يضاعف لهم الأجر والثواب . وقوله تعالى : { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } يخبر تعالى المشركين من عباده موبخا لهم على شركهم مقرعاً : الله لا غيره هو الذي خلقكم ولم تكونوا شيئا ثم رزقكم بما تنموا به أجسادكم وتحفظ به حياتكم من أنواع الأغذية ثم يميتكم عند نهاية آجالكم ، ثم يحييكم يوم القيامة للحساب والجزاء على الكسب في هذه الدنيا ثم يقول لهم { هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَفْعَلُ مِن ذَٰلِكُمْ } المذكور من الخلق والرزق والإِماتة والإِحياء { مِّن شَيْءٍ } ؟ والجواب لا وإذاً فلم تعبدونهم من دون الله ، فأين يذهب بعقولكم أيها المشركون . ثم نزه تعالى نفسه عن الشرك ، وتعالى عن المشركين فقال { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 ) وجوب إعطاء ذوي القربى حقوقهم من البر والصلة . 2 ) وجوب كفاية الفقراء وأبناء السبيل في المجتمع الإِسلامي . 3 ) جواز هدية الثواب الدنيوي كأن يهدي رجل شيئاً يريد أن يُردّ عليه أكثر منه ولكن لا ثواب فيه في الآخرة ، وتسمى هذه الهدية : هدية الثواب وهي للرسول محرمة لقوله تعالى له : { وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ } [ المدثر : 6 ] . 4 ) بيان مضاعفة الصدقات التي يراد بها وجه الله تعالى . 5 ) إبطال الشرك والتنديد بالمشركين وبيان جهلهم وضلال عقولهم .