Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 46-47)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : ومن آيَّاته أن يرسل الرياح : أي ومن حججه الدالة على قدرته على البعث والجزاء والموجبة لعبادته وحده . مبشرات : أي تبشر العباد بالمطر وقربه . وليذيقكم من رحمته : أي بالغيث والخصب والرخاء وسعة الرزق . ولتبتغوا من فضله : أي لتطلبوا الرزق من فضله الواسع بواسطة التجارة في البحر . ولعلكم تشكرون : أي كي تشكروا هذه النعم فتؤمنوا وتوحِّدوا ربكم . رسلا إلى قومهم : أي كنوح وهو وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب عليهم السلام . فجاءوهم بالبينات : أي بالحجج والمعجزات . الذين أجرموا : أي أفسدوا نفوسهم فخبثوها بآثار الشرك والمعاصي . حقا علينا نصر المؤمنين : أي ونصر المؤمنين أحققناه حقاً وأوجبناه علينا فهو كائن لا محالة . معنى الآيات : ما زال السياق الكريم في تقرير ألوهية الله تعالى وعدله ورحمته ، فقال تعالى { وَمِنْ آيَاتِهِ } أي ومن آياتنا الدالة على ألوهيتنا وعدلنا في خلقنا ورحمتنا بعبادنا إرسالنا الرياح مبشرات عبادنا بقرب المطر الذي به حياة البلاد والعباد فإِرسال الرياح أمر لا يقدر عليه إلا الله ، وتدبير يقصر دونه كل تدبير ورحمة تعلو كل رحمة . وقوله : { وَلِيُذِيقَكُمْ مِّن رَّحْمَتِهِ } أي بإِنزال المطر المترتب عليه الخصب والرخاء ، وقوله : { وَلِتَجْرِيَ ٱلْفُلْكُ } أي السفن في البحر إذ الرياح كانت قبل اكتشاف البخار هي المسيرة للسفن في البحر صغيرها وكبيرها . وقوله { بِأَمْرِهِ } أي بإِذنه وإرادته وتدبيره الحكيم ، وقوله : { وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } أي لتطلبوا الرزق بالتجارة في البحر من إقليم إلى آخر تحملون البضائع لبيعها وشرائها وقوله : { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي فعل الله تعالى بكم ذلك فسخره لكم وأقدره عليه رجاء أن تشكروا ربكم بالإِيمان به وبطاعته وتوحيده في عبادته . فهل أنتم يا عباد الله شاكرون ؟ ، وقوله : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ } يا رسولنا { رُسُلاً إِلَىٰ قَوْمِهِمْ } كنوح وهود وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب عليهم السلام فجاءوا أقوامهم بالبيّنات والحجج النيرات كما جئت أنت وقومك فكذبت تلك الأقوام رسلهم { فَٱنتَقَمْنَا مِنَ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ } فأهلكناهم ، ونجينا الذين آمنوا { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ } ألا فلتعتبر قريش بهذا وإلا فستحلُّ بها نقمة الله فيهلك الله المجرمين وينجي رسوله والمؤمنين كما هي سنته في الأولين والحمد لله رب العالمين . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 ) تقرير الربوبية لله المستلزمة لألوهيته بذكر مظاهر القدرة والعلم والرحمة والعدل . 2 ) بيان أن الله تعالى ينعم على عباده من أجل أن يشكروه بعبادته وتوحيده فيها فإذا كفروا تلك النعم ولم يشكروا الله تعالى عليها عذبهم بما يشاء كيف ومتى يشاء . 3 ) بيان أن الله منتقم من المجرمين وإن طال الزمن ، وناصر المؤمنين كذلك .