Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 58-60)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : ولقد ضربنا للناس : أي جعلنا للناس . من كل مثل : أي من كل صفة مستغربة تلفت الانتباه وتحرك الضمير كالأمثال لعلهم يذكرون فيؤمنوا ويوحدوا . ولئن جئتهم بآية : أي ولئن أتيت هؤلاء المشركين بكل حجة خارقة . إن أنتم إلا مبطلون : أي ما أنتم أيها الرسول والمؤمنون إلا مبطلون فيما تقولون وتدعون إليه من الإِيمان بآيات الله ولقائه . الذين لا يعلمون : أي ما أنزل الله على رسوله وما أوحاه إليه من الآيات البينات . فاصبر إن وعد الله حق : أي اصبر يا رسولنا على أذاهم فإِن العاقبة لك إذ وعدك ربك بها ووعد الله حق . ولا يستخفنك الذين لا يوقنون : أي لا يحملنك هؤلاء المشركون المكذبون بلقاء الله على الخفة والطيش فتترك دعوتك إلى ربك . معنى الآيات : بعد إيراد العديد من الأدلة وسوق الكثير من الحجج وعرض مشاهد القيامة في الآيات السابقة تقريرا لعقيدة البعث والجزاء التي أنكرها المشركون من قريش قال تعالى : { وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ } أي جعلنا للناس في هذا القرآن من أساليب الكلام وضروب التشبيه ، وعرض الأحداث بصور مثيرة للدهشة موقظة للحس ، ومنبهة للضمير ، كل ذلك لعلهم يذكرون فيؤمنوا فيهتدوا للحق فينجوا ويسعدوا ، ولكن أكثرهم لم ينتفعوا بذلك ، { وَلَئِن جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ } أي بحجة من معجزة وغيرها تدل على صدقك وصحة دعوتك وما جئت به { لَّيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } أي منهم . { إِنْ أَنتُمْ } أي ما أنتم أيها الرسول والمؤمنون { إِلاَّ مُبْطِلُونَ } أي من أهل الباطل فيما تقولون وتدعون إليه من الدين الحق والبعث الآخر . وقوله { كَذَلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } أي كذلك الطبع على قلوب الكافرين الذين لو جئتهم بكل آية لم يؤمنوا عليها لما ران على قلوبهم وما ختم به عليها ، يطبع على قلوب الذين لا يعلمون ، إذ ظلمة الجهل كظلمة الشرك والكفر تحجب القلوب عن الفهم والإِدراك فلا يحصل إِيمان ولا استجابة لدعوة الحق وقوله { فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } يأمر تعالى رسوله أن يلتزم بالصبر على دعوته والثبات عليها في وجه هذا الكفر العنيد ، حتى ينصره الله تعالى إذ واعده بالنصر في غير ما آية ووعد الله حق فهو ناجز لا يتخلف . وقوله : { وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ } أي اصبر ولا يحملنك عناد المشركين وإصرارهم على الكفر والتكذيب على الخفة والطيش والاستجهال بترك الحلم والصبر . والمراد بالذين لا يوقنون كل من لا يؤمن بالله ولقائه إيمانا يقينا إذ هذا الصنف من الناس هو الذي يستفز الإِنسان ويحمله على أن يخرج عن اللياقة والأدب والعياذ بالله . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 ) اعذار الله تعالى إلى الناس بما ساقه تعالى في كتابه من أدلة الإِيمان وحجج الهدى . 2 ) أسوأ أحوال الإِنسان عندما يطبع على قلبه لكثرة ذنوبه فيصبح لا يفهم ولا يعقل شيئاً وفي الخبر حبك الشيء يعمي ويصم . 3 ) وجوب الصبر والتزام الحلم والأناة مهما جهل الجاهلون .