Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 16-19)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : إنها إن تك مثقال حبة : أي توجد زنة حبة من خردل . فتكن في صخرة : أي في داخل صخرة من الصخور لا يعلمها أحد . لطيف خبير : أي لطيف باستخراج الحبة خبير بموضعها حيث كانت . وأمر بالمعروف وانه عن المنكر : أي مُر الناس بطاعة الله تعالى ، وانههم عن معصيته . من عزم الأمور : أي مما أمر الله به عزماً لا رخصة فيه . ولا تصّعر خدك للناس : أي ولا تُعرض بوجهك عمن تكلمه تكبراً . مرحا : أي مختالا تمشي خيلاء . مختال فخور : أي متبختر فخور كثير الفخر مما أعطاه الله ولا يشكر . واقصد في مشيك : أي إتَّئد ولا تعجل في مشيتك ولا تستكبر . واغضض من صوتك : أي اخفض من صوتك وهو الاقتصاد في الصوت . إن أنكر الأصوات : أي أقبح الأصوات وأشدها نكارة عند الناس لأن أوله زفير وآخره شهيق . معنى الآيات ما زال السياق الكريم في قصص لقمان عليه السلام فقال تعالى مخبراً عن لقمان بقوله لابنه ثاران { يٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ } أي إن تك زنة حبة من خردل من خير أو شر من حسنة أو سيئة { فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَوْ فِي ٱلأَرْضِ يَأْتِ بِهَا ٱللَّهُ } ويحاسب عليها ويجزي بها ، { إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ } أي باستخراجها { خَبِيرٌ } بموضعها وعليه فاعمل الصالحات واجتنب السَّيئات وثق في جزاء الله العادل الرحيم هذا ما دلت عليه الآية الأولى [ 16 ] أما الآية الثانية [ 17 ] فقد تضّمنت أمر ولدِه باقام الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الأذى في ذلك فقال له ما أخبر تعالى به عنه في قوله : { يٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ } أي أدها بشروطها وأركانها وواجباتها وسننها ، { وَأْمُرْ بِٱلْمَعْرُوفِ } أي بطاعة الله تعالى فيما أوجب على عباده { وَٱنْهَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } أي عما حرم الله تعالى على عباده من اعتقاد أو قول أو عمل . { وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَ } من أذى ممن تأمرهم وتنهاهم ، وقوله { إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } أي إن اقام الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الأذى في ذات الله من الأمور الواجبة التي هي عزائم وليست برخص . وقوله تعالى { وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ } هذا مما قاله لقمان لابنه نهاه فيه عن خصال ذميمة محرمة وهي التكبر على الناس بأن يخاطبهم وهو معرض عنهم بوجهه لاوٍ عنقه ، وهي مشية المرح والاختيال والتبختر ، والفخر بالنعم مع عدم شكرها وقوله تعالى { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } هذا مما قاله لقمان لابنه لما نهاه عن التكبر والاختيال والفخر أخبره أن الله تعالى لا يحب من هذه حاله حتى يتجنبها ولده الذي يعظه بها وبغيرها وقوله في الآية [ 19 ] { وَٱقْصِدْ فِي مَشْيِكَ } أي إمش متَّئداً في غير عجلة ولا إسراع إذ الاقتصاد ضد الإِسراف . وقوله : { وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ } أمره أن يقتصد في صوته أيضاً فلا يرفع صوته إلا بقدر الحاجة . كالمقتصد لا يُخرج درهمه إلا عند الحاجة وبقدرها وقوله { إِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصْوَاتِ لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ } ذكر هذه الجملة لينفره من رفع صوته بغير حاجة فذكر له أنَّ أقبح الأصوات صوت الحمير لأنه عال مرتفع وأوله زفير وآخره شهيق . هذا آخر ما قص تعالى من نبأ لقمان العبد الصالح عليه السلام . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 ) وجوب مراقبة الله تعالى وعدم الاستخفاف بالحسنة والسيئة مهما قلت وصغرت . 2 ) وجوب إقام الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على ما يلحق الآمر والناهي من أذى . 3 ) حرمة التكبر والاختيال في المشي ووجوب القصد في المشي والصوت فلا يسرع ولا يرفع صوته إلا على قدر الحاجة .