Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 27-28)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : ولو أن ما في الأرض : أي من شجرة . أقلام : أي يكتب بها . والبحر : أي المحيط . يمده سبعة أبحر : أي تمده . ما نفدت كلمات الله : أي ما انتهت ولا نقصت . إن الله عزيز حكيم : أي عزيز في انتقامه غالب على ما أراده حكيم في تدبير خلقه . ما خلقكم ولا بعثكم : أي ما خلقكم ابتداء ولا بعثكم من قبوركم إعادة لكم إلا كخلق وبعث نفس واحدة . معنى الآيتين قوله تعالى { وَلَوْ أَنَّمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلاَمٌ } أي لو أن شجر الأرض كله قطعت أغصانه شجرة شجرة حتى لم تبق شجرة وبُريت أقلاماً ، والبحر المحيط صار مداداً ومن ورائه سبعة أبحر أخرى تحولت إلى مداد وتُمد البحر الأول وكُتب بتلك الأقلام وذلك المداد كلمات الله لنفد البحر والأقلام ولم تنفد كلمات الله ، وذلك لأن الأقلام والبحر متناهية ، وكلمات الله غير متناهية فعلم الله وكلامه كذاته وصفاته لا تتناهى بحال ، نزلت هذه الاية رداً على اليهود لما قيل لهم { وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } [ الإسراء : 85 ] قالوا وكيف هذا وقد أُوتينا التوراة فيها تبيان كل شيء . كما نزل رداً على أُبي بن خلف قوله تعالى : { مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ } إذ قال للنبي صلى الله عليه وسلم كيف يخلقنا الله خلقا جديدا في يوم واحد ليحاسبنا ويجزينا ، ونحن خلقنا أطواراً وفي قرون عديدة فأنزل تعالى قوله { مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ } إلا كخلق وبعث نفس واحدة { إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } فكما يسمع المخلوقات ولا يشغله صوت عن صوت ، ويُبصرهم ولا تحجبه ذات كذلك هو يبعثهم في وقت واحد ولو أراد خلقهم جملة واحدة لخلقهم لأنه يقول للشيء كن فيكون . هداية الآيتين : من هداية الآيتين : 1 ) بيان سعة علم الله تعالى وأنه تعالى متكلم وكلماته لا تنفد بحال من الأحوال . 2 ) بيان أن ما أوتيه الإِنسان من علوم ومعارف ما هو بشيء إلى علم الله تعالى . 3 ) بيان قدرة الله تعالى وأنها لا تحد ولا يعجزها شيء . 4 ) إثبات صفات الله كالعزة والحكمة والسمع والبصر .