Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 32, Ayat: 27-30)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : أو لم يروا أنا نسوق الماء : أي أغفلوا ولم يروا سوقنا للماء للإِنبات والإِخصاب فيدلهم ذلك على قدرتنا . إلى الأرض الجرز : أي اليابسة التي لا نبات فيها . تأكل منه أنعامهم : أي مواشيهم من إبل وبقر وغنم . أفلا يبصرون : أي أعموا فلا يبصرون أن القادر على إحياء الأرض بعد موتها قادر على البعث . متى هذا الفتح : أي الفصل والحكم بيننا وبينكم يستعجلون العذاب . ولا هم ينظرون : أي ولا هم يمهلون للتوبة أو الاعتذار . وانتظر إنهم منتظرون : أي وانتظر يا رسولنا ما سيحل بهم من عذاب إن لم يتوبوا فإِنهم منتظرون بك موتاً أو قتلا ليستريحوا منك . معنى الآيات : ما زال السياق في تقرير عقيدة البعث والجزاء التي عليها مدار الإِصلاح الاجتماعي فيقول تعالى { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } أي أغفل أولئك المكذبون بالبعث والحياة الثانية ولم يروا { أَنَّا نَسُوقُ ٱلْمَآءَ } ماء الأمطار أو الأنهار { إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلْجُرُزِ } اليابسة التي ما بها من نبات فنخرج بذلك الماء الذي سقناه إليها بتدابيرنا الخاصة { فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ } وهي إبلهم وأبقارهم وأغنامهم { وَأَنفُسُهُمْ } فالأنعام تأكل الشعير والذرة وهم يأكلون البر والفول ونحوه { أَفَلاَ يُبْصِرُونَ } أي أعموا فلا يبصرون آثار قدرة الله على إحياء الموتى بعد الفناء والبلى كإِحياء الأرض الجزر فيؤمنوا بالبعث الآخر وعليه يستقيموا في عقائدهم وكل سلوكهم . وقوله { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } حكى تعالى عنهم ما يقولونه للمؤمنين لما يُخوفونهم بعذاب الله يقولون لهم متى هذا الفتح أي الحكم والفصل يستعجلونه لخفة أحلامهم وعدم إيمانهم . وهنا أمر تعالى رسوله أن يقول لهم . فقال { قُلْ يَوْمَ ٱلْفَتْحِ لاَ يَنفَعُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِيَمَانُهُمْ } أي إذا جاء يوم الفتح بيننا وبينكم لا ينفع نفساً كافرة إيمانهم عند رؤية العذاب { وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } أي يؤخرون ويمهلون ليتوبوا ويستغفروا فيتاب عليهم ويغفر لهم إذ سُنّة الله أنّ من عاين العذاب لا تقبل توبته . وقوله تعالى { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } أي فأعرض يا رسولنا عن هؤلاء المكذبين { وَٱنتَظِرْ } ما سينزل بهم من عذاب { إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ } ما قد يصيبك من مرض أو موت أو قتل ليستريحوا منك في نظرهم . كما هم منتظرون أيضاً عذاب الله عاجلا أو آجلا . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 ) تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر الأدلة المقررة لها . 2 ) استعجال الكافرين العذاب دال على جهلهم وطيشهم . 3 ) بيان أن التوبة لا تقبل عند معاينة العذاب أو مشاهدة ملك الموت ساعة الاحتضار .