Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 44-45)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : وكانوا أشد منهم قوة : أي وأهلكهم الله تعالى بتكذيبهم رسلهم . وما كان الله ليعجزه من شيء : أي ليسبقه ويفوته فلم يتمكن منه . إنه كان عليماً قديرا : أي عليماً بالأشياء كلها قديراً عليها كلها . بما كسبوا : أي من الذنوب والمعاصي . ما ترك على ظهرها : أي ظهر الأرض من دابة أي نسمة تدب على الأرض وهي كل ذي روح . إلى أجل مسمى : أي يوم القيامة . فإن الله كان بعباده بصيراً : فيحاسبهم ويجزيهم بحسب كسبهم خيراً كان أو شراً . معنى الآيات : لما هدد الله تعالى المشركين بإمضاء سنته فيهم وهي تعذيب وإهلاك المكذبين إذا أصروا على التكذيب ولم يتوبوا . قال { أَوَلَمْ يَسِيرُواْ } أي المشركون المكذبون لرسولنا { فِي ٱلأَرْضِ } شمالاً أو جنوباً { فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } كقوم صالح وقوم هود ، إنها كانت دماراً وخساراً { وَكَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً } أي من هؤلاء المشركين اليوم قوة وقوله تعالى { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي ٱلسَّمَٰوَاتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ } أي لم يكن ليعجز الله شيء فيفوت الله ويهرب منه ولا يقدر عليه بل إنه غالب لكل شيء وقاهر له وقوله : { إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً } تقرير لقدرته وعجز كل شيء أمامه ، فإن العليم القدير لا يعجزه شيء بالاختفاء والتستر ، ولا بالمقاومة والهرب . وقوله تعالى { وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَآبَّةٍ } وهي الآية الأخيرة من هذا السياق [ 45 ] أي ولو كان الله يؤاخذ الناس بذنوبهم فكلُّ من أذنب ذنباً انتقم منه فأهلكه ما ترك على ظهر الأرض من نسمة ذات روح تدب على وجه الأرض ، ولكنه تعالى يؤخر الظالمين { إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } أي معين الوقت محدده إن كان في الدنيا ففي الدنيا ، وإن كان يوم القيامة ففي القيامة . وقوله { فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً } يخبر بأنه إذا جاء أجل الظالمين فإنه تعالى بصير بهم لا يخفى عليه منهم أحد فيهلكهم ولا يبقى منهم أحداً لكامل علمه وعظيم قدرته ، الا فليتق الله الظالمون . هداية الآيات من هداية الآيات : 1 - مشروعية السير في الأرض للعبرة لا للتنزه واللهو واللعب . 2 - بيان أن الله لا يعجزه شيء وذلك لعلمه وقدرته وهي حال توجب الترهيب منه تعالى والإِنابة إليه . 3 - حرمة استعجال العذاب فإِن لكل شيء أجلا ووقتاً معيناً لا يتم قبله فلا معنى للاستعجال بحال .