Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 4-7)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : وإن يكذبوك : أي يا رسولنا فيما جئت به من التوحيد وعقيدة البعث والجزاء ولم يؤمنوا بك . فقد كذبت رسل من قبلك : أي فلست وحدك كذبت إذاً فلا تأس ولا تحزن واصبر كما صبر من قبلك . وإلى الله ترجع الأمور : وسوف يجزي المكذبين بتكذيبهم والصابرين بصبرهم . ولا يغرنكم بالله الغرور : أي ولا يغرنكم بالله أي في حلمه وإمهاله الغرور أي الشيطان . فاتخذوه عدواً : أي فلا تطيعوه ولا تقبلوا ما يغركم به وأطيعوا ربكم عز وجل . إنما يدعو حزبه : أي أتباعه في الباطل والكفر والشر والفساد . ليكونوا من أصحاب السعير : أي ليؤول أمرهم إلى أن يكونوا من أصحاب النار المستعرة . لهم مغفرة وأجر كبير : أي لهم مغفرة لذنوبهم وأجر كبير في الجنة وذلك لإِيمانهم وعملهم الصالحات . معنى الآيات : لما أقام تعالى الحجة على المشركين في الآيات السابقة قال لرسوله صلى الله عليه وسلم { وَإِن يُكَذِّبُوكَ } بعدما أقمت عليهم الحجة فلست وحدك المكذِّب فقد كذبت قبلك رسل كثيرون جاءوا أقوامهم بالبينات والزبر وصبروا إذاً فاصبر كما صبروا { وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } وسوف يقضى بينك وبينهم بالحق فينصرك في الدنيا ويخذلهم ، ويرحمك في الآخرة ويعذبهم . وقوله { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } أي يا أهل مكة وكل مغرور من الناس بالحياة الدنيا إعلموا أن وعد الله بالبعث والجزاء حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا بطول أعماركم وصحة أبدانكم وسعة أرزاقكم ، فإن ذلك زائل عنكم لا محالة { وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِٱللَّهِ } أي حلمه وإمهاله { ٱلْغَرُورُ } وهو الشيطان حيث يتخذ من حلم الله تعالى عليكم وإمهاله لكم طريقاً إلى إغوائكم وإفسادكم بما يحملكم عليه من تأخير التوبة والإِصرار على المعاصي ، والاستمرار عليها { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ } بالغ العداوة ظاهرها فاتخذوه أنتم عدواً كذلك فلا تطيعوه ولا تستجيبوا لندائه ، { إِنَّمَا يَدْعُواْ حِزْبَهُ } أي أتباعه { لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } أي النار المستعرة ، إنه يريد أن تكونوا معه في الجحيم . إذ هو محكوم عليه بها أزلاً وقوله تعالى : { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } أي في الآخرة ، والذين آمنوا وعملوا الصالحات { لَهُم مَّغْفِرَةٌ } أي لذنوبهم { وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } هو الجنة وما فيها من النعيم المقيم . هذا حكم الله في عباده وقراره فيهم : وهم فريقان مؤمن صالح وكافر فاسد ولكل جزاء عادل . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم ويدخل فيها كل دعاة الحق إذا كُذِّبوا وأُوذوا فعليهم أن يصبروا . 2 - تقرير البعث والجزاء المتضمن له وعد الله الحق . 3 - التحذير من الاغترار بالدنيا أي من طول العمر وسعة الرزق وسلامة البدن . 4 - التحذير من الشيطان ووجوب الاعتراف بعداوته ومعاملته معاملة العدو فلا يقبل كلامه ولا يستجاب لندائه ولا يخدع بتزيينه للقبيح والشر . 5 - بيان جزاء أولياء الرحمن أعداء الشيطان ، وجزاء أعداء الرحمن أولياء الشيطان .