Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 13-19)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : واضرب لهم مثلا : أي واجعل لهم مثلا . أصحاب القرية : أي انطاكية عاصمة بلا يقال لها العواصم بأرض الروم . إذ جاءها المرسلون : أي رسل عيسى عليه السلام . فعززنا بثالث : أي قوينا أمر الرسولين ودعوتهما برسول ثالث وهو حبيب بن النجار . وما علينا إلا البلاغ المبين : أي التبليغ الظاهر البين بالأدلة الواضحة وهي إبراء الأكمه والأبرص والمريض وإحياء الموتى . إنَّا تطيرنا بكم : أي تشاءمنا بكم وذلك لانقطاع المطر عنا بسببكم . قالوا طائركم معكم : أي شؤمكم معكم وهو كفركم بربكم . أئن ذكرتم : أي وعظتم وخوفتم تطيرتم وهذا توبيخ لهم . بل أنتم قوم مسرفون : أي متجاوزون للحد في الشرك والكفر . معنى الآيات : قوله تعالى : { وَٱضْرِبْ لَهُمْ مَّثَلاً } أي واضرب أيها الرسول لقومك المصرين على الشرك والتكذيب لك ولما جئتهم به من الهدى ودين الحق { مَّثَلاً أَصْحَابَ ٱلقَرْيَةِ } فإن حالهم في التكذيب والغُلوَّ في الكفر والعناد كحال هؤلاء . إذ جاءها المرسلون وهم رسل عيسى عليه السلام إذ بعث برسولين ثم لما آذوهما بالضرب والسجن بعث بشمعون الصَّفي رأس الحواريين تعزيزاً لموقفهما كما قال تعالى { فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ } ، فقالوا لأهل أنطاكية { إِنَّآ إِلَيْكُمْ مُّرْسَلُونَ } من قبل عيسى عليه السلام ندعوكم إلى عبادة الرحمن وترك عبادة الأوثان { قَالُواْ مَآ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَآ أَنَزلَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ } أي ما أنتم إلا تكذبون علينا في دعواكم أنكم رسل إلينا فقال الرسل { رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّآ إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ } فواجهوا شك القوم فيهم بما يدفع الشك من القسم وتأكيد الخبر بالجملة الاسمية ولام التوكيد فقالوا : { رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّآ إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ وَمَا عَلَيْنَآ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } أي البيِّن الواضح فإن قبلتم ما دعوناكم إليه فذلك حظكم من الخير والنجاة وإن أبيتم فذلك حظكم من الهلاك والخسار . ورد أهل أنطاكية على الرسل قائلين : { إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ } أي تشاءمنا بكم حيث انقطع عنا المطر بسببكم فرد عليهم المرسلون بقولهم { طَائِرُكُم مَّعَكُمْ } أي شؤمكم في كفركم وتكذيبكم ، ولذا حبس الله المطر عليكم . ثم قالوا لهم موبخين لهم : { أَئِن ذُكِّرْتُم } أي وعظتم وخُوِّفتُم بالله لعلكم تتقون تطيَّرتُم . بل أنتم أيها القوم { مُّسْرِفُونَ } أي متجاوزون الحد في الكفر والشرك والعدوان . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - استحسان ضرب المثل وهو تصوير حالة غريبة بحالة أخرى مثلها كما هنا في قصة حبيب بن النجار . 2 - تشابه حال الكفار في التكذيب والإِصرار في كل زمان ومكان . 3 - لجوء أهل الكفر بعد إقامة الحجة عليهم إلى التهديد والوعيد . 4 - حرمة التطير والتشاؤم في الإِسلام .