Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 28-32)

Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

شرح الكلمات : وما أنزلنا على قومه : أي على قوم حبيب بن النجار وهم أهل أنطاكية . من بعده : أي من بعد موته . من جند من السماء : أي من الملائكة لإهلاكهم . وما كنا منزلين : أي الملائكة لإِهلاك الأمم التي استوجبت الهلاك . إن كانت إلا صيحة واحدة : أي ما هي إلا صيحة واحدة هي صيحة جبريل عليه السلام . فإذا هم خامدون : أي ساكتون لا حراك لهم ميتون . يا حسرة على العباد : أي يا حسرة العباد هذا أوان حضورك فاحضري وهذا غاية التألم . والعباد هم المكذبون للرسل الكافرون بتوحيد الله . ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون : هذا سبب التحسُّر عليهم . ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون : أي ألم ير أهل مكة المكذبون للرسول صلى الله عليه وسلم . وإن كل لما جميع لدينا محضرون : أي وإن كل الخلائق إلا لدينا محضرون يوم القيامة لحسابهم ومجازاتهم . معنى الآيات : قوله تعالى { وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ } أي قوم حبيب بن النجار { مِن بَعْدِهِ } أي بعد موته { مِن جُندٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } للانتقام من قومه الذين قتلوه لأنه أنكر عليهم الشرك ودعاهم إلى التوحيد وما كُنا منزلين إذ لا حاجة تدعو إلى ذلك . إن كانت إلا صيحة واحدة من جبريل عليه السلام فإذا هم خامدون أي هلكى ساكنون ميتون لا حراك لهم ولا حياة فيهم وقوله تعالى { يٰحَسْرَةً عَلَى ٱلْعِبَادِ } أي يا حسرة العباد على أنفسهم احضري ايتها الحسرة هذا أوان حضورك { مَا يَأْتِيهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } هذا موجب الحسرة ومقتضيها وهو استهزاؤهم بالرسل . وقوله تعالى { أَلَمْ يَرَوْاْ } أي أهل مكة { كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ } أي ألم يعلموا القرون الكثيرة التي أهلكناها قبلهم كقوم نوح وعاد وثمود وأصحاب مدين ، { أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ } فيكون هذا هادياً لهم واعظاً فيؤمنوا ويوحدوا فينجوا من العذاب ويسعدوا . وقوله تعالى { وَإِن كُلٌّ } أي من الأمم الهالكة وغيرها من سائر العباد { لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ } أي إلا لدينا محضرون لفصل القضاء يوم القيامة فينجو المؤمنون ويهلك الكافرون . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - مظاهر قدرة الله تعالى في إهلاك أهل أنطاكية بصيحة واحدة . 2 - إبداء التحسر على العباد من أنفسهم إذ هم الظالمون المكذبون فالحسرة منهم وعليهم . 3 - حرمة الاستهزاء بما هو من حرمات الله تعالى التي يجب تعظيمها . 4 - طلب العبرة من أخبار الماضين وأحوالهم ، والعاقل من اعتبر بغيره . 5 - تقرير المعاد والحساب والجزاء .