Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 22-30)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : احشروا الذين ظلموا : أي أنفسهم بالشرك والمعاصي . وأزواجهم : أي قُرناءهم من الشياطين . من دون الله : أي من غير الله من الأوثان والأصنام . فاهدوهم : أي دلوهم وسوقوهم . إلى صراط الجحيم : أي إلى طريق النار . وقفوهم إنهم مسؤولون : أي احبسوهم عند الصراط إنهم مسؤولون عن جميع أقوالهم وأفعالهم . ما لكم لا تناصرون : أي ما لكم لا ينصر بعضكم بعضا كما كنتم في الدنيا توبيخا لهم . إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين : أي عن يمين أحدنا تزينون له الباطل وتحسِّنون له الشر فتأمرونه بالشرك وتنهونه عن التوحيد . قالوا بل لم تكونوا مؤمنين : أي قال قرناؤهم من الجن ردّا عليهم بل لم تكونوا أساسا مؤمنين . وما كان لنا عليكم من سلطان : أي من حجة ولا قوة على حملكم على الشرك والشر والباطل . بل كنتم قوما طاغين : أي بل كنتم طغاة ظلمة تعبدون غير الله وتجبرون الناس على ذلك . معنى الآيات : ما زال السياق في موقف عرصات القيامة إنهم بعد اعترافهم بأن هذا يوم الدين وردّ الله تعالى عليهم بقوله { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } [ الصافات : 21 ] يقول الجبار عز وجل { ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ } أي احشروا الذين ظلموا بالشرك والمعاصي ، وقوله { وَأَزْوَاجَهُمْ } أي قُرناءهم من الجن { وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } من الأصنام والأوثان . وقوله تعالى { فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْجَحِيمِ } يقول الله عز وجل فاهدوهم أي دلوهم إلى طريق النار . ويقول { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ } ثم يسألون { مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ } أي لا ينصر بعضكم بعضا كما كنتم في الدنيا . كيف ينصر بعضهم بعضا في مثل هذا الموقف الرهيب بل هم اليوم مستسلمون أي منقادون ذليلون وقوله تعالى { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } أي أقبل الأتباع على المتبوعين يتساءلون أي يتلاومون كلّ يلقي بالمسؤولية على الآخر . فقال الأتباع من الإِنس لقرنائهم من الجن ما أخبر تعالى به عنهم { إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ ٱلْيَمِينِ } أي والشمال أي توسوسون لنا فَتْحَسِّنُون لنا الشرك والشر بل تأمروننا به وتحضوننا عليه . فرد عليهم قرناؤهم بما أخبر تعالى به عنهم في قوله { قَالُواْ بَلْ لَّمْ تَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } أي ما كنتم مؤمنين فكفرناكم ولا صالحين فأفسدناكم ، ولا موحدين فحملناكم على الشرك . هذا أولا وثانيا ما كان لنا عليكم من سلطان أي من حجج قوية أقنعناكم بها ، ولا قدرة لنا أزهقناكم فاتبعتمونا ، بل كنتم أنتم قوما طاغين أي ظلمة متجاوزين الحد في الإِسراف والظلم والشر . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - بيان صورة لموقف من مواقف عرصات القيامة . 2 - بيان أن الأشباه في الكفر أو في الفجور أو في الفسق تحشر مع بعضها بعضا . 3 - عدم جدوى براءة العابدين من المعبودين واحتجاج التابعين على المتبوعين .