Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 38-49)
Tafsir: Aysar at-tafāsīr li-kalām al-ʿalī al-kabīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرح الكلمات : وما تجزون إلا ما كنتم تعملون : أي إلاّ جزاء ما كنتم تعملونه من الشرك والمعاصي . إلا عباد الله المخلصين : أي لكن عباد الله المخلصين أي العبادة لله وحده فإِنهم يجزون بأكثر أعمالهم إذ الحسنة بعشر أمثالها وأكثر . لهم رزق معلوم : أي في الجنة بكرة وعشيا . فواكه : أي طعامهم وشرابهم فيها للتلذذ به كما يتلذذ بالفواكه فليس هو لحفظ أجسامهم حية كما في الدنيا . وهم فيها مكرمون : أي لا تلحقهم فيها إهانة بل يقال لهم هنيئا بخلاف أهل النار يقال لهم ذوقوا عذاب النار بما كنتم تعملون . من معين : أي يجري على وجه الأرض كعيون الماء الجارية على الأرض . لذةٍ للشاربين : أي الخمرة موصوفة بأنها لذة للشاربين . لا فيها غول : أي ما يغتال عقولهم وأجسامهم فيهلكهم . ولا هم عنها ينزفون : أي لا يسكرون عنها أي بسببها كما هي خمر الدنيا . قاصرات الطرف : أي لا ينظرن إلى غير أزواجهن لحسنهم وجمالهم عندهن . عين : أي واسعات الأعين الواحدة عيناء . بيض مكنون : أي كأنهن بيض مكنون أي مستور لا يصله غُبار ولا غيره . معنى الآيات : قوله تعالى { إِنَّكُمْ لَذَآئِقُو ٱلْعَذَابِ ٱلأَلِيمِ وَمَا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } هذا يقال لأهل النار وهم موقوفون يتساءلون ومن جملة ما يقال لهم عندئذ هذا القول فيخبرون بأنهم ذائقوا العذاب الأليم الموجع ، وأنهم ما يجزون إلا بما كانوا يعملون فلا يظلمون بالجزاء بل هو جزاء عادل السيئة بمثلها . وهنا استثنى تعالى جزاء عباده المؤمنين الذي استخلصهم لعبادته فعبدوه ووحدوه فإنهم يجزون بأكثر من أعمالهم فضلا منه عليهم وإحسانا إليهم فالحسنة بعشر أمثالها وبأكثر إلى سبعمائة وأكثر ، فقال { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } وبيّن تعالى بعض جزائهم فقال { أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ } أي يأكلونه بكرة وعشياً ، وقوله فواكه فيه إشارة إلى أنهم لا يأكلون ولا يشربون لحفظ أجسادهم من الموت والفناء ، وإنما يأكلون ما يأكلون ويشربون ما يشربون تلذذا بذلك لا لدفع غائلة الجوع كما في الدنيا . { وَهُم مُّكْرَمُونَ } أي في الجنة حيث لا تلحقهم إهانة أبدا ، وقوله في جنات النعيم أضاف الجنة إلى النعيم مبالغة في وصفها بالنعيم حتى جعل الجنة جنّة النعيم فجعل للنعيم وهو النعيم جنة ، وأخبر أنهم متكئون فيها على سرر متقابلين ينظر بعضهم إلى بعض وهم في جلسات تنعم ، وأخبر عنهم أنهم في حال جلوسهم متقابلين يسقون بواسطة خدم من الملائكة خاص فقال { يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ } أي من خمر تجري بها الأنهار كأنها عيون الماء ، ووصف الخمر بأنها بيضاء وأنها لذة عظيمة للشاربين لها ، وأنها لا فيها غول وهو ما يغتال أبدانهم كالصداع ووجع البطن فقال { لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ } أي لا يسكرون بها فتذهب بعقولهم . وقوله { وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ } يعني أن لهم نساء هنّ أزواج لهم ومعنى قاصرات الطرف أي على أزواجهن فلا ينظرن إلى غيرهم وذلك لحسنهم وجمالهم فلا تنظر الواحدة منهن إلا إلى زوجها . وقوله { عِينٌ } أي واسعات الأعين { كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ } هذا وصف لنساء الجنة وأنهن بيض الأجسام بياضاً كبياض بيض النعام إذ هو أبيض مشرب بصفرة وهو من أحسن أنواع الجمال في النساء ومعنى { مَّكْنُونٌ } مستور لا ينالهُ غبار ولا أي أذىً . هداية الآيات : من هداية الآيات : 1 - بيان عدالة الحق تبارك وتعالى في أنه يجزي السيئة بمثلها ولا يؤاخذ أحداً بغير كسبه في الحياة الدنيا . 2 - بيان فضل الله تعالى إذ يجزي المؤمنين الحسنة بعشر أمثالها إلى أكثر من سبعمائة . 3 - تقرير البعث وبيان بعض ما يجري فيه من قول وعمل . 4 - وصف نعيم أهل الجنة طعاما وشرابا وجلوسا واستمتاعا .